زايد الزيد: الاستهداف للحركة الطلابية عبر محاولة إنهائها أو إفراغها من محتواها وإضعاف قوتها هو استهداف لكل جهود رجالات الكويت الوطنيين منذ المجلس التأسيسي
زاوية الكتابكتب زايد الزيد ديسمبر 17, 2019, منتصف الليل 1611 مشاهدات 0
تميزت الكويت منذ بداية سنوات استقلالها بوجود العمل الطلابي والنقابي فيها ، والذي أعطى مزيداً من هوامش الحرية للطلاب والعمال والموظفين وغيرهم ، ومكن الطبقات التي لا تحظى بتمثيل سياسي كافي من أن تتحرك في السياق الجامعي والوسط النقابي.
وقامت الحركات الطلابية والنقابية بمواقف تاريخية خالدة كان أبرزها موقفها أثناء الغزو العراقي الغاشم للبلاد عام 1990 حينما أسهمت الاتحادات الطلابية والنقابية في تشكيل جماعات ضغط في العديد من الدول وتشكيل وفود زارت بعض دول الضد ) في محاولة لخلق رأي عام رسمي وشعبي مؤيد لتحرير الكويت من قبضة الاحتلال الغاشم.
ورغم ضرورة وجود حركة طلابية في ظل وجود برلمان وانتخابات ودستور وديموقراطية حتى لو كان هذا الوضع كله يحقق الحد الأدنى من البيئة الديموقراطية ، فإننا نتفاجئ اليوم من وجود دعوات بإنهاء الحركة الطلابية من الوجود وتصفيتها بحجة أنها ذات غير نفع وفائدة على الطلاب، وأنها تضيع أوقاتهم ومن الأفضل انشغالهم بالدراسة وطلب العلم وغيرها من الحجج الأخرى .
ورغم أن هذه الحجج تبدو أنها براقة ، وتستحق التأمل والبحث والمدارسة ، مع وجود ردود عليها إلا أننا نهدف في هذه المقالة إلى معرفة الدوافع التي تقف خلف وجود هذه الدعوات ، والتي نعتقد أنها لا تهدف إلى فائدة الطلاب والخوف عليهم ) كما يزعم الداعون ، بل إلى ضرب العمل الطلابي وإنهاء وجوده وتحويله إلى دمية تابعة ليس لها الحق في الاعتراض ، وسلب الصوت الطلابي الذي بقي منذ تأسيسه ، سواء كان تحت سيطرة الحركتين الوطنية أو الإسلامية صوتاً مستقلاً غير تابع للسلطة .
إن هذا الاستهداف للحركة الطلابية عبر محاولة إنهائها أو إفراغها من محتواها وإضعاف قوتها ، هو استهداف لكل جهود رجالات الكويت الوطنيين منذ المجلس التأسيسي- ومن سبقوهم في الحراك الوطني - وحتى اليوم ، والذين استبسلوا من أجل أن يحصل الشعب على حقوقه كاملة من غير نقصان ، وهو ما يستوجب على أعضاء مجلس الأمة اليوم عدم الصمت والضغط بقوة من أجل حماية الحركة الطلابية وحماية أعضائها من التدخلات الحكومية التي تسعى للإملاء على الاتحادات الطلابية وتحويلها لمجرد لجان تابعة ، لا حركة تراقب عمل الحكومة وتنتقدها وتتفاعل مع قضايا المجتمع وتؤيدها .
إن الحركة الطلابية هي جزء من منظمات المجتمع المدني ، والذي يعد وجودها ضرورياً في كل دولة ديموقراطية كونها تراقب وتقرر وتنشط المجتمع وتوعية بأهميته ، لذلك فإن رسالتنا النهائية هي ( حافظوا على وجود الحركة الطلابية )
تعليقات