وليد عبدالله الغانم: سمو رئيس الوزراء حيّد أبناء عمك .. فصراعات أبناء الأسرة أشغلت المجتمع وعطّلت مسيرة البلد في جوانب كثيرة وهو أمر لا يخفى على أحد
زاوية الكتابكتب وليد الغانم ديسمبر 16, 2019, 10:40 م 655 مشاهدات 0
بعيداً عن الشبهات الدستورية المثارة جدياً حول سلامة الوضع القانوني لرئيس الوزراء المكلف ولتصرفات الوزراء المستقيلين، فإن الجو العام المحلي متفائل بحذر شديد بإمكانية تحقيق تغيير فعلي في الأداء الحكومي لمجلس الوزراء الجديد المنتظر، هذا التفاؤل النادر سيحدد مساره عدة أمور أولها وأهمها بلا شك هو التشكيل الحكومي من حيث آلية الاختيار، ونوعية الوزراء، فإذا ما تم الإعلان عنه فسنعرف إلى أين تتجه الأمور وراح «تبين فيلجا».
كمواطن يسعى إلى تقدم وطنه، ويأمل حكومة رشيدة، ويبحث عن تصحيح الأوضاع وعودة مسار البلد إلى جادة الصواب بعد سنوات مريرة من التعثر والفشل والتقهقهر فإني أوجه رسالة صادقة إلى الشيخ صباح الخالد رئيس الحكومة الجديد من أجل نجاحه ونجاح حكومته ذات العمر القصير جداً.
1- خير ما يمكن للرئيس الجديد القيام به هو إنقاذ «سمعة الحكومة» بعد أن فقد المجتمع الثقة بها من خلال ممارساتها الفاشلة سابقاً، واسترجاع دورها الغائب، حيث استولت السلطة التشريعية على مهام الحكومة في إدارة الدولة، وتغولت في الاعتداء على اختصاصاتها في ظل اختفاء الدور الحقيقي لمجلس الوزراء.
2- اختر «مستشاريك» يا سمو الرئيس، لأن أعباء إدارة الدولة ومواجهة المجتمع والتعامل مع مجلس الأمة أمر ضخم، وإذا كان لوزرائك الدور الأكبر في ذلك فاعلم أنك تحتاج إلى مستشارين مؤتمنين وصادقين ومتخصصين يقدمون لك الرأي النزيه، ويستشرفون اتجاه الأحداث ومزاج الشارع وقيادة المجتمع، وهو أمر فشلت فيه الحكومات السابقة بامتياز.
3- حيّد أبناء عمك، فإن صراعات أبناء الأسرة أشغلت المجتمع، وعطّلت مسيرة البلد في جوانب كثيرة وهو أمر لا يخفى على أحد، وإذا لم تحسم تعاملك مع هذا الملف المقلق فلن تستطيع أن تكمل مسيرتك باستقرار وبصيرة.
4- سابق مجلس الأمة بالتشريعات، لقد فشل المجلس الحالي في إنجاز القوانين لأسباب كثيرة، وغابت الحكومة عن مبادراتها التشريعية، وإن الفرصة مواتية لاستغلال الفصل التشريعي الأخير لتقدم الحكومة مشاريعها بهذا الشأن، وتحقق إنجازات تشريعية هادفة تسجل لها كإنجازات وطنية مستحقة.
5- خلفت الحكومات السابقة جراحاً مريرة في جسد الوطن، ولذلك فليكن هدف الحكومة الجديدة الحفاظ على «دولة الرفاهية» وترميم النسيج الاجتماعي ومحاربة فعالة ضد الفساد، وهذا لن يتحقق باللجان الوهمية والخطب الإنشائية وتلميع أهل المصالح، إنما بأفعال حقيقية وقرارات جدية يتلمس الناس آثارها ونتائجها.
هل ستكون حكومة حقيقية بنهج جديد يبشر بخير أم ستكون حكومة مكررة تخرجنا من حفرة وتطيحنا بجليب؟ هذا ما سنراه ونتابعه، والله الموفق.
وكتبنا وتنقلنا بين مناطق العالم وأماكن رسخت في الذاكرة، ولن نستطيع نسيانها، ولكن يبقى سنام تلك الأماكن وقمة الذكرى أنها هبة من الرحمن، ففي الفترة بين (1974 و1977) عملت ملحقاً دبلوماسياً في سفارة دولة الكويت في جدة، وقد تشرفنا بتلقي دعوة كريمة من سمو الأمير الملكي فواز بن عبدالعزيز، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وكان وقتها أميراً لمكة المكرمة، وذلك للمشاركة في التشرف بغسل الكعبة المشرفة من الداخل.
ونظراً لغياب السفير المغفور له الشيخ بدر المحمد الأحمد الجابر الصباح- رحمه الله- في إجازة فقد تشرفت بتلك المشاركة، وفي اليوم المحدد ركبت السيارة متوجها من مدينة جدة إلى مكة المكرمة في ساعة تعد لحظاتها عقوداً من السنين، وجال في خاطري تلك الهجرة المباركة التي قام بها "نبي الأمة" وسيد الأنبياء، محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه في رحلة غيرت وجه التاريخ.
وصلت إلى المكان المحدد، وبدأت المراسم وتم فتح باب الكعبة المشرفة وبدأ ذلك الجمع الطيب بالدخول الى صحن الكعبة، وما كدت أضع قدمي على الدرجة الأولى للسلم حتى انتابتني قشعريرة هزت كياني من رأسي إلى أخمص قدمي، هل ما أنا فيه حلم أم حقيقة؟ وهل سأكون ضيفاً عند الرحمن في بيته العتيق؟ وهل حقاً حباني الرحمن بهذه الهبة من بين ملايين المسلمين، والتي لن يجود الزمن بمثلها؟
ولم يخرجني من بحور التفكير إلا صوت ذلك الشاب من المراسم الملكية السعودية، وهو يقدم لي زجاجة من العطر مع قطعة من القماش، وذلك لمسح جدران الكعبة المشرفة، بعد خطوات وجدت نفسي في أقدس مكان أشرقت عليه الشمس، فقمت بأداء ركعتين في كل ركن من أركان بيت الله الحرام.
بعد انتهاء الوقت المحدد وحين جاء موعد الرحيل رأيت خطوات ذلك الجمع الطيب وهي تتثاقل بالخروج وكأن أقدامها قد تسمرت في ذلك المكان الطاهر.
حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.
تعليقات