‫علي البغلي: نطلب من كل مخلص ومحب لهذا البلد أن يرأف بأحوالنا وأحوال ابنائنا وأحفادنا بتخفيف تجنيس كل من هب ودب وتركيز التجنيس على من أبدع وتعب‬

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 875 مشاهدات 0


ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدث في أحد المؤتمرات عام 2017 عن مشروع اسماه «نيوم» قائلاً: «انها مكان وموقع للحالمين بعالم جيد جديد.. سنجمع المبدعين الموهوبين من كل أنحاء العالم لنصنع شيئاً مختلفاً.. نريد أن نحجز مكاناً في المستقبل». 


القرار الملكي الأخير الذي يقضي بفتح باب التجنيس في المملكة أمام أصحاب الكفاءات.. نكرر الكفاءات، تماشيا مع رؤية المملكة 2030 في التوجه نحو المجتمع المعرفي وتمكين الابداع والاختراع والابتكار، حيث يسهم هذا القرار في استقطاب المتميزين المبدعين وأصحاب الكفاءات من جميع أنحاء العالم للعيش والاستيطان في المملكة العربية السعودية وعلى أراضيها، لدعم وتعزيز الكفاءات الوطنية والارتقاء بالبحث العلمي ونقل المعرفة، خصوصا في المجالات التي تحتاج اليها السعودية. 


وقد اقترن القول بالفعل، فسجلت السعودية قفزات واسعة وسريعة في مجالات الاختراعات العلمية الحديثة، فقد سجلت 409 براءات اختراع عام 2015.. في حين أن براءات الاختراع وصلت عام 2017 الى 664 براءة اختراع، وهو ضعف براءات الاختراع التي حصلت عليها الدول العربية مجتمعة، محتلة المركز 23 بين 92 بلداً.. لم أتمالك نفسي عندما قرأت هذه المعلومات بصحيفة الشرق الأوسط السعودية والتي خطها الدكتور ابراهيم العثيمين.. إلا الشعور بالفخر لما وصل اليه أشقاؤنا وجيراننا في المملكة العربية الشقيقة. 


*** 


وفي الوقت نفسه رثيت لأحوالنا.. فالتجنيس أصبح في الغالب أداة سياسية، أفرغ الكويت من أبنائها الحقيقيين، الذين تحملوا المشقة بالغوص والسفر والتجارة، حتى حبانا الله بالثروة البترولية، ليفد لنا من مختلف الأصقاع، ليحصل على ما أسبغته علينا أموال البترول.. لتزيد بعض الحكومات السابقة وبعض الشخصيات السياسية النافذة علينا الوطأة بالتجنيس العشوائي بقانون تجنيس 4 آلاف شخص بالسنة، وما زاد الطين بلة تم تغيير تركيبتنا السكانية بنقل العشرات أو المئات من فئة المتجنسين الى الكويتيين الأصليين الذين قطنوا الكويت هم أو اصولهم منذ عام 1920، كما تقول المادة الأولى من قانون الجنسية، فأصبح كثير من هؤلاء أعضاء مجلس أمة ووكلاء وزارات ورؤساء هيئات ورجال أعمال، يحتكمون على مئات الملايين.. لم نر مخترعا واحداً يتم تجنيسه مؤخرا، في حين أنه تم تجنيس عدد من الأطباء والدكاترة والمحاسبين العرب (غالبا فلسطينيي الأصل) قبل الغزو العراقي الغاشم تحت بند «تجنيس للأعمال الجليلة».. لدينا مخترعون لأدوية ومخترعون شباب لأدوات وآلات علمية سجلوا براءات اختراعاتهم في الدول الأجنبية، لكن حكومة الكويت الرشيدة تجاهلتهم، فأصبحنا لا ندري عنهم إلا من خلال الصحف أو وسائل الاتصال الاجتماعي هذه الأيام، وهذا حديث يطول وشائك ويحتاج الى مقالات أخرى، يكفينا تردي المستوى التعليمي مؤخرا ومطالبة أعداد غفيرة من المهتمين بالتعليم بعدم اعادة توزير الوزير الحالي، الذي ثبت فشله على أكثر من صعيد، يكفينا حجم العنف الذي انتشر بين تلاميذنا، والذي وصل للانتخابات الجامعية وفي بلد مثل الولايات المتحدة مؤخراً! والمجال لا يسمح بتعداد بلاوينا، ولكن نطلب من كل مخلص ومحب لهذا البلد أن يرأف بأحوالنا وأحوال ابنائنا وأحفادنا بتخفيف تجنيس كل من هب ودب، وتركيز التجنيس على من أبدع وتعب. 


ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


تعليقات

اكتب تعليقك