هل تضعف تبعات الانتخابات الحالية النظام الإيراني؟
عربي و دولييونيو 13, 2009, منتصف الليل 1456 مشاهدات 0
من أدبيات الصحافة أنه إذا عض كلب رجلاً فهذا ليس الخبر، بل الخبر، أن يعض الرجل الكلب.فالخبر التقليدي المتسق مع المعتاد ليس هو المراد . وعلى نفس المنوال نجد انه عندما يفوز في الانتخابات الإيرانية الحالية بشكل حاسم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ،أو أن يفوز بشكل حاسم رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي، فليس هناك ما يتطلب القراءة أو التحليل .
تتصف الانتخابات التي جرت يوم الجمعة في الجارة العزيزة جمهورية إيران الإسلامية بأنها غير عادية لا في شكل الحملات ولا في عدد المقترعين كالانتخابات الرئاسية السابقة هناك . بل إنها قد أخذت اهتماما إقليميا وعالميا اكبر من سواها. فقد شن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حملة بكل أجهزة الدولة التي تحت يده ضد منافسيه الذين لم يجدوا من وسيلة إلا ان يشكلوا مايشبه التحالف بينهم ضد نجاد .
تقديم الطعون ضد النتائج أمر متوقع، ولذلك مداخل كثيرة منها الاتهامات بالتزوير الى مشاركة قوات التعبئة( السيج) بغير حق لصالح نجاد ،الى كل ما يتردد في دول العالم الثالث بعد كل انتخابات . وقد كشفت الاجواء التي غطت الانتخابات الايرانيه- كما يقول مراقب مطلع -عمق الانقسامات في مؤسسة الحكم الإيرانية. ويذهب الى القول ( إن تضارب ادعاء الفوز بنسبة تفوق 60% لكل من موسوي و نجاد مؤشر قوي لقرب تفجر خلاف ما بعد إعلان النتائج و مقدمة للطعن بالنتيجة اما اعلان وكالة الانباء الايرانيه فوز نجاد رسميا قبل فرز 35 مليون ورقة دليل على بدء الاختلاف داخل النظام)
ويذهب الى (ان مرحلة الاحتراب الداخلي مهما كانت نتيجة الانتخابات باتت و شيكه و قد تحدث ثورة مضادة إذا تمادى طرف في عملية إقصاء و اجتثاث الطرف الأخر فهل سيضعف ذلك النظام من الداخل بعد ان تراجعت احتمالات التدخل الأمريكي العسكري و هل ستؤثر ضربة إسرائيلية مركزة يفشل النظام في التصدي لها على إسقاط النظام من الداخل و كيف سيكون حال مؤسسات الثورة العسكريه بعد أن انظم مؤسس الحرس محسن رضائي لأعداء نجاد؟ )
ولا يبقى أمامنا إلا ان ننتظر النتائج النهائية سواء بالحسم من الجولة الأولى او بالجولة الثانية يوم 19 يونيو 2009م ، وغير ذلك لن يكون هناك نظام تقاسم للسلطة في ايران يهدئ من الاحتقان الذي جرى خلال الحملة الانتخابية للمرشحين الاربعة . وما نخافه هو ماتوقعه المراقبون من عملية إقصاء و اجتثات طرف للطرف الأخر،يكون ضحيتها الكثير هناك ، او التعنت في تسليم السلطة كما جري في زيمبابوي من قبل الرئيس روبرت موغابي الذي لايقبل ان يسميه احد إلا بلقب (أبو الاستقلال) فهل يفعلها( أبو النووي) ؟
تعليقات