#جريدة_الآن هند الشومر: جنرالات جيوش الذباب الإلكتروني!

زاوية الكتاب

كتب هند الشومر 748 مشاهدات 0


الأنباء

أحدثت أدوات ومواقع التواصل الاجتماعي تغييرات كبيرة وغير مسبوقة في حياتنا اليومية سواء على مستوى الأفراد أو الأسر أو المجتمعات أو حتى الدول والعلاقات بين الدول، وترتب على انتشار هذه الوسائل تغييرات في السلوكيات أيضا وفي تطور المجتمعات والتي ليس من السهل رصدها في عجالة.

ولكن ما هو واضح للجميع تلك الحملات المنظمة أو الحروب النفسية التي تدار في مواقع التواصل الاجتماعي بتكتيكات لا تقل عن تلك التي تستخدم في الحروب العسكرية التقليدية، إذ انه عند متابعة آثار أي قضية على أوساط التواصل الاجتماعي فإن الجميع يذهل لجيوش الذباب الإلكتروني المتربص والمستعد بالتغريدات أو بإعادتها وكأن لديهم خطة معدة سلفا لمثل تلك المعارك الإلكترونية لنشر الأخبار أو بعض التغريدات بهدف التأثير في الرأي العام.

ويتساقط بعض من ينتمون لجيوش الذباب الإلكتروني من وقت لآخر وتنكشف بسقوطهم الخطط الشيطانية والمافيا التي لم تكن معروفة من قبل، ومثل أي حرب فهناك الجنرالات الذين يديرون الصفقات للحروب الإلكترونية ويوجهون الذباب الإلكتروني من آن لآخر ليكونوا إما في حروب هجومية أو في حروب دفاعية.

وجنرالات الحروب الإلكترونية يتخفون ويبعدون عن أنفسهم الشبهات لموت الضمائر وغياب الأخلاقيات لأنهم مثل المرتزقة يحاربون مع من يدفع لهم الأجر الأعلى بغض النظر عن الدوافع ومدى مشروعية الحرب، ولكنهم ينسون عدالة السماء من الله عز وجل والذي لا يرضى بالظلم فهو يمهل ولا يهمل وبذلك ينكشفون للجميع بإثارتهم للفتن وبث الشائعات وفبركة الأخبار مع المونتاج الرديء الرخيص الذي يستخدمونه.

وهناك من يلجأ للذباب الإلكتروني لبث بعض الأعمال غير الصحيحة والترويج لأنفسهم بحصولهم على انتصارات زائفة إما للحصول على منصب أو للمحافظة على المنصب، مما يهدد استقرار المجتمع ويؤثر سلبا على السلام الاجتماعي ويدمر البلاد وتطغى المصلحة الشخصية على المصلحة العامة مما يجعلهم يتمادون في استخدام الذباب الإلكتروني لبقائهم واستمرارهم للمنفعة الخاصة.

ولكن حساب مثل هؤلاء سيكون في الدنيا والآخرة، وهناك أمثلة كثيرة على من تجردوا من مناصبهم بسبب استخدامهم الحسابات الوهمية والذباب الإلكتروني للإساءة للآخرين لأن الله لا يهمل أحدا ولا يتخلى عن المظلومين، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته».

تعليقات

اكتب تعليقك