#جريدة_الآن صلاح الساير: تاريخ طويل من المرارة عشناها مع الجيران والإخوة والأشقاء!

زاوية الكتاب

كتب صلاح الساير 734 مشاهدات 0


الأنباء

نقلب صفحات التاريخ ونتأمل بالأحداث التي كانت تعصف في دول مجلس التعاون الخليجي في الأزمنة الماضية (قبل تأسيس الدولة الحديثة) ونتذكر المنازعات الكثيرة التي كانت تحدث، فندرك حكمة بيوت الحكم في دولنا، ورشاد الحكام الذي أسهم في استقرار دولهم وتنميتها وتطويرها حتى أخذتهم الحكمة، والحكمة ضالة المؤمن، إلى تأسيس مجلس التعاون الخليجي، فعزز ذلك قدرتهم على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. واستمر المجلس مثالا يحتذى لسائر الدول العربية التي حاول بعضها تأسيس منظومة شبيهة غير أن المحاولات فشلت.

***

صمدت دولنا الخليجية بوجه الأطماع والأحقاد والفتن. هدد شاه إيران بضم البحرين، وقام عبد الناصر بتهديد (الرجعية) السعودية، واحتلت إيران الجزر الإماراتية، واجتاحت جيوش العراق الكويت، وحاول خميني تصدير الثورة إلى الخليج، واقتحم جهيمان الحرم، وفجر حزب الدعوة موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد. وحاول الإخوان العبث في أمن الإمارات، وفجر الحقد المذهبي مسجد الإمام الصادق، ودعمت إيران خلية العبدلي مثلما دعمت الفوضى في البحرين، وانقلب علينا الفلسطيني ياسر عرفات، وهاجم القرضاوي دولة الإمارات، وسعت قناة الجزيرة إلى دعم ما يسمى بالحراك في الكويت، ووصف القذافي شعبنا الخليجي الحر بعبارة «حمير الخليج».

***

تاريخ طويل من المرارة عشناها مع الجيران والإخوة والأشقاء لم توقف تعمير دولنا وتطوير مجتمعاتنا. وبعد أن كنا رعاة إبل وأغنام ومزارعين وبحارة نحرث قيعان البحر بحثنا عن اللؤلؤ، أصبحنا أطباء وعلماء ومعلمات ومهندسات يشار إلينا بالبنان. شيدنا الجسور والمرافئ والمطارات والجامعات والمدن الحديثة وسبح روادنا في الفضاء. لم تمنعنا أحقاد من اعتبرناهم أشقاء، ولم توقفنا كراهية الجيران لنا وسعيهم إلى تقويض تقدمنا. بثقة واطمئنان وضع الشعب في دول مجلس التعاون الخليجي يده في كف الحكام الحكماء ومضى نحو المستقبل. فنحن باقون رغم المخاوف ومستمرون في البناء والازدهار.

تعليقات

اكتب تعليقك