#جريدة_الآن محمد العوضي: أطفال السوشيال ميديا للبيع.. و"عيوش" خير مثال!

زاوية الكتاب

كتب محمد العوضي 761 مشاهدات 0


الراي

ماذا تقول الدراسات؟! ومن المستفيد الأكبر من محرقة الأطفال بلهيب الشهرة؟ ومن الخاسر الأول؟
بهذه التساؤلات ختمت مقالي السابق المعنون بـ(آباء وأمهات يقذفون أطفالهم في محرقة الشهرة).
هل ما ذكرته في مقالي السابق من سلبيات الشهرة غير الرشيدة للأطفال أمر مبالغ فيه؟
الجواب: بل هو معقول جداً يشهد له الواقع وتقرره الشواهد، اقرأوا ماذا تقول العيادات النفسية والمجلات العلمية عن أطفال (أغلفة المجلات) وبرامج المسابقات.
واسألوا الوالدين ومعلمي المدارس والأشقاء والأصدقاء لمشاهير الأطفال في كل مكان، كي تتعرفوا منهم على قصص البداية والمسيرة والنهايات المأسوية!
وبالعودة إلى السؤال الثاني الذي بدأنا به المقال، من المستفيد الأكبر من محرقة الأطفال في لهيب الشهرة؟ والجواب واضح لكل نبيه، إنها الشركات التجارية والمُعْلِنة بترويجها سلعتها ومنتجاتها على ظهر هذا الطفل (النجم) الضحية وبراءته وفطرته، ولا تفكر أبداً في نهايات (البطل)! لأنه في تقديرها مجرد مادة خام أشبه بالبلاستيك له عمر محدد وتاريخ انتهاء!
وقد يتساءل البعض وأين وعي الوالدين من كل هذا الذي يؤدي بأطفالهم إلى الهاوية؟
الملاحظ أن الوالدين في البداية وفي غمرة صخب الجماهير والأضواء المسلطة على أطفالهم، يشعرون بالنشوة والفخر، لأن ابنهم أو ابنتهم من النجوم ويزيد غفلة الوالدين متاجرتهم بجشع وبلا مسؤولية بطفولة أولادهم، من أجل التكسب السريع! وكأن الاسرة تحولت منافساً للشركات في استهلاك براءة الطفل من أجل المال!
لكن غالباً ما ينتهي الأمر بالندم وتأنيب الضمير والاضطرار للتعامل مع حصاد لا مسؤوليتهم في تشكل شخصية طفل مضطرب سلوكياً وانفعالياً.
أما الضحية الحقيقية والخاسر الأكبر فهو الطفل، الذي سينعم وينتشي بالمال والدلال والشهرة أول الكأس، ثم يشرب تاليا علقم الخسائر المر، بتشويه طفولته وتراجع تحصيله العلمي وتهديد مستقبله وعلاقاته وكل ما أوردناه في مقالنا السابق من سلبيات من أقساها وأصعبها المجازفة باستقراره النفسي والسلوكي.
كل ما ذكرناه عن مضار نجومية الأطفال على وسائل الإعلام، ينطبق وأكثر على مشاهير الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الأضرار التي دفعت بإدارة إحدى المدارس الخليجية بإصدار تعميم تربوي من الطراز الأول، بحظر تصوير طالبتها الصغيرة بعد أن تحسست الأثر النفسي عليها، وتراجع مستواها الدراسي بعد انتشار مقطع الفيديو الشهير (عيوش)!
وللحديث بقية.

تعليقات

اكتب تعليقك