#جريدة_الآن زايد الزيد: المثير للسخرية أن سلسلة مطاعم كويتية يديرها شباب كويتي لا يملك إلا أصولاً بسيطة تُقدر بآلاف الدنانير فقط تحقق أرباحاً أكثر من شركة المشروعات السياحية التي تُقدر أصولها بالمليارات
زاوية الكتابكتب زايد الزيد أغسطس 20, 2019, 11:37 م 996 مشاهدات 0
النهار
لعل قصة شركة المشروعات السياحية وتحولها من شركة رائدة في عالم الترفيه وبناء مدن الملاهي والمشاريع الترفيهية، إلى شركة يعتريها الخمول والكسل وتزخر سجلاتها بالخسائر المالية الفادحة هي من أكثر القصص عجباً في تاريخ عالم الأعمال في العالم.
سجلت الشركة بحسب تقاريرها خسائر بلغت أكثر من 12 مليون دينار عام 2017، فيما سجلت أرباحاً بلغت 4 ملايين دينار في عام 2018 أي أنها لم تقم حتى بسد نصف خسائر العام الذي قبله.
والسؤال هنا كيف يمكن لشركة أن تخسر سنوياً وهي تملك أراضي واسعة من أملاك الدولة كمنتزه الخيران والمدينة الترفيهية وحديقة الشعب وحديقة النافورة ومشروع ديسكفري وشاطئ المسيلة ونادي اليخوت وغيرها من الأماكن المهمة التي يقدر العقاريون قيمة الأرض فيها فقط دون المباني والمعدات بالمليارات كونها تقع على الشواطئ أو على مساحات واسعة ومهمة.
المثير للسخرية أن سلسلة مطاعم كويتية يديرها شباب كويتي لا يملك إلا أصولاً بسيطة تُقدر بآلاف الدنانير فقط، تحقق أرباحاً أكثر من أرباح شركة المشروعات السياحية التي تُقدر أصولها بالمليارات سنوياً، بل إن الخسائر التي تحققها المشروعات السياحية وفق كل العوامل الاقتصادية لا تمثل «خسارة» بالمعنى الاصطلاحي للخسارة، بل تمثل ما هو أبعد من ذلك فهي كارثة وفضيحة ووصمة عار كبرى.
ولا أعلم ما الذي يفعله أعضاء مجلس الإدارة الموقرون في هذه الشركة أو ما الذي يفعله جيش المستشارين الذين تستعين بهم الشركة إذا كانت الخسائر بهذه الفداحة؟! حيث ذكر وزير المالية في جواب له على سؤال برلماني قبل عام واحد فقط أن الشركة تضم 7 مستشارين أجانب يتقاضون معاً مجموع رواتب يصل لـ34 ألف دينار شهرياً إضافة إلى ما ذكر في تقارير ديوان المحاسبة من تخصيص لمكافآت لأعضاء مجلس الإدارة بلغت 24 ألف دينار رغم تحقيق الشركات لخسائر فادحة بلغت 12 مليون دينار!
إن شركة المشروعات السياحية تملك كل مقومات النجاح لكن فشل الإدارة الجلي والواضح والخمول والكسل الذي يعتري الجو العام في الشركة المملوكة للدولة يستلزم من الحكومة التدخل بقوة ومساءلة المسؤولين فيها عن أسباب الفشل والهدر المالي وتخصيص المكافآت الخيالية وتوظيف المستشارين الأجانب رغم الخسائر المالية الفظيعة.
والأهم من كل هذه الخطوات هو فتح المجال أمام الشباب الكويتي لإدارتها بطريقة عصرية وحديثة كما هو الحال مع بقية الدول الخليجية التي يقود فيها الشباب أمور الترفيه والسياحة.
تعليقات