#جريدة_الآن زايد الزيد: الاعتداءات المتكررة من بعض المراجعين بالمستشفيات الحكومية على الأطباء حولت الطبيب من خبير في علل الجسد الى مقاتل للدفاع عن نفسه

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 750 مشاهدات 0


النهار

لا شك أن مهنة الطب من أسمى المهن في العالم كونها تتعلق بصحة الانسان وهي أسمى ما يملك، ويحظى الأطباء في كل الأزمنة والحضارات باحترام كبير من قبل مجتمعاتهم لسعة علمهم واطلاعهم على جسد الانسان ووصفهم للعلاجات المناسبة له.

لكن حوادث الاعتداء المتكررة من قبل بعض المراجعين في المستشفيات الحكومية على الأطباء أدت الى تحول الطبيب من خبير في علل الجسد الى مقاتل للدفاع عن نفسه، بسبب غضب بعض المرضى وأهاليهم أو رغبة بعض ضعاف النفوس بتخطي دور الانتظار، بحجة أن حالته أصعب من حالة غيره، مع أن تحديد صعوبة وخطورة الحالات بيد الطبيب لا بيد غيره.

وشاهدنا في الصحف الكويتية خلال أيام قليلة عدداً من حالات الاعتداء على الأطباء تعرض بعضهم فيها الى اصابات بليغة أُدخلوا على اثرها المستشفى، وزارهم وزير الصحة الذي أكد سعي الوزارة الحثيث لحماية أطبائها من الاعتداءات المتكررة.

ورغم أن القانون يعاقب من يعتدي على الموظف العام بالسجن 6 أشهر وبالغرامة 500 دينار، فان الحاجة باتت ماسة لتخصيص قانون لحماية الأطباء، كون مهنتهم هي الأخطر من ناحية تلقي الاعتداءات بسبب خوف أهالي المرضى في بعض الأحيان وعدم تقديرهم للأمور الطبية والاجراءات العلاجية التي يعرفها الأطباء جيداً، كما أن الأطباء والطواقم الطبية عموماً عرضة للضرب والاعتداء أثناء حدوث مشاجرات بين الأطراف المتخاصمة داخل المستشفيات، وما أكثرها.

لكن تشديد العقوبات وحده لا يكفي، اذ يجب أن تكون هناك حالة تثقيفية تقوم بها الحكومة لتوضيح وجهة نظر الأطباء ورأيهم في مسألة تنظيم الدور داخل العيادة مثلاً، أو في مسألة سرعة العلاج لبعض الحالات دون بعضها، وهي أكثر الأمور التي تستفز أهالي المرضى وتجعلهم يشتبكون مع الطواقم الطبية.

كما أن المراجعين في المستشفيات يجب أن يعلموا أن المستشفيات تدار وفق نظام معين يفترض أن الوساطات ليس فيها مكان له، وأن الطبيب يتعرض لضغط متواصل كونه يشرف على حيوات الناس وزيادة الضغط عليه أو تهديده بالقول والفعل يؤديان الى اخلاله بهذه المهمة ما يعرض حياة الآخرين للخطر.

ختاماً، انه لمن المؤسف أن تتحول مستشفياتنا الى حلبة صراع مستمرة، وأن تتواجد الشرطة بشكل دائم في الحرم الطبي في وقت يفترض أن يكون المستشفى مكاناً هادئا لعلاج المرضى ولراحتهم كما هي الحال في الدول المتقدمة.

تعليقات

اكتب تعليقك