#جريدة_الآن د. خالد الصالح: عادت الكويت من الغزو العراقي الغاشم وتاه الكويتي!
زاوية الكتابكتب د. خالد أحمد الصالح يوليو 31, 2019, 11:09 م 803 مشاهدات 0
الراي
غداً هو الثاني من آب «أغسطس»، ذكرى غزو العراق للكويت، وأمام تلك المأساة تعددت التضحيات وتنوعت الدروس.
منا من ملأ فؤاده حب الوطن فعمل كل ما في وسعه لمداواة الجرح الذي كاد أن يخفي الوطن، يخفيه من التاريخ ومن الجغرافيا، استرخص الأرواح والأموال في سبيل الكويت.
منا - فوق التضحية - من استوعب الدرس وعمل على بناء الإنسان الكويتي الجديد، وبين الفداء والدروس تسارعت حركات الزمن.
اقتربنا من ثلاثين عاماً منذ ذلك اليوم الأسود، يوم غزو الوطن وغزو الإنسان، اليوم هناك من يتساءل هل ذهبت كل تلك التضحيات هباء منثورا، وهناك من يسأل نفسه هل تم نسيان ذلك الدرس، درس الوطن الذي أوشك أن يضيع.
اليوم في كل تجمع يزيد عدده على خمسة كويتيين، يبدأ التذمر وتتكشف المأساة، الغزو العراقي لم يهزم الوطن لكنه هزم الانسان الكويتي، هزمه في نفسه وفي وطنه وفي أمته، هزمه في نفسه حين استسلم لليأس وجعله لا يرى سوى سلبيات الوطن، هزمه في وطنه يوم جعل الوطن أصغر همّه أمام نزواته ورغباته، هزمه في أمته يوم جعله لا يرى الخير فيها.
هذا ما فعله الثاني من آب، عادت الكويت وتاه الكويتي، لعل ثلاثة عقود من ذلك التاريخ تمسح تلك السلبيات.
أيها الكويتي هناك عشرات من الإنجازات داخل الوطن ما عليك سوى رؤيتها، رؤيتها من أجل أن ينمو الأمل في نفسك ويختفي القنوط، أيها الكويتي الوطن ليس عطاء دائماً بل هو حرثٌ طيبٌ يعطيك ما تزرع فيه، فاجتهد في عملك والزم واجباتك لا يضرك الكسالى والمبررون الذين لا يريدون العمل تحت ألف حجة، أيها الكويتي ثق بأمتك واشكر من وقف معك يوم الحصاد، وإياك ثم إياك أن تكون ناكراً للجميل تحت أي حجة وتحت أي مبرر، فإن نكران الجميل عاقبته الردى، أحِّب أمتك وقف مع شعوبها حتى لو كان بعضهم ناكراً للجميل فالعطاء لأمتك هو الجمال الحقيقي للحياة، جمال لا يقدر بمال.
قبل ثلاثة عقود عادت الكويت وغداً، إن شاء الله، سيعود الكويتي.
تعليقات