#جريدة_الآن سعد النشوان: الغزو العراقي الغاشم كرس اللحمة الخليجية واثبت للعالم اجمع ان اي خلاف بين دول الخليج ما هو الا خلافات عابرة ستنتهي قريبا

زاوية الكتاب

كتب سعد النشوان 782 مشاهدات 0


الأنباء

قبل تسعة وعشرين عاما حاول النظام العراقي البائد ان يغير معادلة النظام الدولي بغزوه البربري للكويت بعد حجج واهية يتخبأ وراءها حقد دفين استطاعت الكويت بشرعيتها وشعبها ان تسطر امام العالم أجمع نموذجا في التضحية والفداء.

لقد راهن النظام العراقي الغاشم على انه يفرض الأمر الواقع، ولكن لم يكن في حسبان هذا النظام انه: أولا امام شعب عظيم بما تحمل هذه المفردة من معنى، وثانيا امام أسرة حكم مستعدة ان تبذل الغالي والنفيس لأجل شعبه واستقراره، وثالثا امام منطقة مهمة للعالم لا يسمح العالم بأسره بأي اهتزاز امني فيها.

لقد كانت أيام الغزو من أسوأ الايام التي عاشتها الكويت، وكان الخوف والرعب هما سيد الموقف، ولكن في تلك الأشهر السبعة سطر الشعب الكويتي ملحمة تاريخية يندر وجودها في العالم، فلم يجد النظام العراقي كويتيا واحدا يقبل التعامل معه، بل رأى الغزاة حالة من الرفض والعصيان المدني والمقاومة المسلحة التي أرعبتهم، ورأى الغزاة تلك الروح الوطنية المتأصلة في هذا الشعب في افضل حالاتها، فاختفى كل مسمى بين أفراد الشعب الكويتي، فلا ترى أي مسمى أو وصف الا وصف واحد وهو كويتي فقط.

لقد ذهل الغزاة من هذا التلاحم مع انه كانت هناك بعض التباينات الداخلية التي اعقبت حل مجلس الامة 1986 وتعليق الدستور، فما إن وقع الغزو حتى اندثرت كل هذه المشكلات.

لقد ضرب الكويتيون الصامدون في الداخل اروع الأمثلة في العمل جنبا الى جنب في الجمعيات التعاونية ومصافي البترول والكهرباء والماء والمستشفيات والمقاومة المسلحة، فقد استطاع الكويتيون ان يكونوا الدرع الواقي لبلدهم.

وكذلك فإن الكويتيين في الخارج استطاعوا ان يوصلوا للعالم اجمع التلاحم الكويتي حول قيادته الشرعية، فدارت المظاهرات في انحاء العالم. وتوجت هذه الفعاليات بانعقاد المؤتمر الشعبي الكويتي في 13 اكتوبر 1990، وقدم الشعب الكويتي رسالة قوية للعالم اجمع بأن الشعب الكويتي وقيادته هم جسد واحد لا يسمحون لكائن من كان ان يحاول ان يفرق بينهم.

ان الغزو العراقي الغاشم كرس اللحمة الخليجية واثبت للعالم اجمع ان اي خلاف بين دول الخليج ما هو الا خلافات عابرة ستنتهي قريبا ولن تستمر هذه الخلافات.

ان منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وديمومتها لهي الأساس لحماية دول الخليج، فوالله لن يفدي هذه المنطقة إلا أبناؤها أولا.

لا نتمنى ان تعود أيام الغزو العراقي الغاشم، ولكن يجب ان نسير على نهج العبر المأخوذة من الغزو، فالوحدة الوطنية هي أساس التقدم، وكذلك الوحدة الخليجية هي أساس الحماية لهذه المنطقة.

تعليقات

اكتب تعليقك