#جريدة_الآن د. خليل الصالح: لن يسقط العرب بل عادوا من حيث بدأوا!
زاوية الكتابكتب د. خالد أحمد الصالح يوليو 24, 2019, 11:14 م 912 مشاهدات 0
الراي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «منعت العراقُ درهمَها وقفيزَها، ومنعت الشامُ مُدْيَها ودينارَها، ومنعتْ مِصرُ إردبَّها ودينارَها، وعدتُمْ مِن حيثُ بدأتُمْ، وعدتُمْ مِنْ حيثُ بدأتُمْ، وعدتُمْ مِنْ حيثُ بدأتمْ»، رواه مسلم.
لهذا الحديث تفاسير عديدة، لكنه حديث أو نبوءة الصادق، ويبدو أنها تتحقق في زماننا، لم تعد تلك البلاد تُخرج خيرها وعادت خيرات العرب من حيث بدأت، لن يوقف التغيير أحد ولن يمنع الحقد رؤية الواقع.
البحوث والأرقام منذ عقود عديدة تكشفان لمنصفي الحقيقة، الرزق اليوم في جزيرة العرب والتنمية الحقيقية في جزيرة العرب والعلم والإبداع العلمي أيضا هنا، معدلات التنمية مرتفعة والجامعات ومراكز العلم في تزايد والأمية شبه مختفية، الأمية في بعض البلاد العربية أسوأ الآن مما كانت عليه قبل ثلاثين سنة، وبعض بلاد العرب يعيشون على طرقات بناها لهم المستعمر الأجنبي وطورتها المنح الخليجية، الكهرباء والماء لم يعرفوا حتى الآن كيف يوفرونها فما بالك بالمدن الإلكترونية والذكاء الصناعي.
الصورة تتشابه في معظم بلاد الشمال العربي، بطالة مرتفعة ومعدلات تنمية ضعيفة للأسف وخدمات تكاد لا تراها، معاناة تعيشها الشعوب تجعلها قريبة من القرن التاسع عشر، بعضها دول بترولية كمعظم دول الخليج، لكنه الإنسان مكمن الفروقات. كيف حدث الفرق؟
إنسان الخليج مستمع جيد، قليل الكلام لا ينجرف وراء الهوسات والشعارات، إنسان لا يعرف الحسد ولا الكراهية، في زمن الفقر لم يكره أحداً، وعاش متآلفا مع بيئته وحين جاء الخير لم يمنعه عن أحد وعرف كيف يديره لصالح شعبه.
مدن الخليج اليوم - رغم قساوة الصيف مزدهرة - خضراء منظمةٌ شوارعها، الحياة فيها سهلة ومريحة كل عشر سنوات ترى فيها تغييرات للأمام، دول عربية أخرى تزورها اليوم فلا تكاد ترى فروقات تُذكر منذ نصف قرن.
إنه الإنسان محور التغيير، ليس بالشعارات وليس بالكلام تتطور الشعوب، ما زلنا في دول الخليج نحتاج إلى زيادة في العمل وتقليص الفساد ورغم كل ذلك فخطواتنا واسعة مقارنة بجيراننا الذين توقف عندهم الزمن.
نحن سنفرح لو أن بلاد الشمال العربي تحسنت لديها معدلات التنمية وتقلصت البطالة، سنفرح لهم كثيرا لو أنهم صنعوا ما ينافسون به الإنتاج العالمي، سنفرح لو أنهم توسعوا بالتعليم الحقيقي وليس تعليم الحبر، سنفرح لو أن فقراءهم وجدوا سريراً نظيفاً في مستشفيات حقيقية، هذا ما سنفرح لهم فيه وليس فوزهم في كرة القدم أو في برامج غنائية تمجد المظهر على حساب الجوهر.
صحافي عربي مشهور يقول إن بلاده خيمة يوم سقطت سقط العرب، مثل هذا الكلام الممل هو الذي أسقط بلاداً كثيرة، لن يسقط العرب بل عادوا من حيث بدأوا، عادوا من حيث بدأوا.
تعليقات