#جريدة_الآن إقبال الأحمد : الموت
زاوية الكتابكتب الآن - القبس يوليو 13, 2019, 11:29 م 880 مشاهدات 0
القبس
لا أعتقد أن هناك اسماً يمكن أن ينتفض له الإنسان ويثير بداخله مشاعر مختلطة ما بين الخوف والهلع والذعر.. مثل الموت؛ فالموت عالم خفي لا يعرف الإنسان ما وراءه وما أمامه، عالم تختلف مشاعر الناس نحوه وفق إيمان وفلسفة الحياة والموت عند كل واحد.
هناك من يخاف الموت كنهاية له ويخاف ما وراء الموت، وهناك من لا يخافه بالشدة نفسها، لكنه يؤمن به كنهاية لكل شيء على وجه الأرض.
«لا تخافوا الموت.. فإن مرارته في خوفه».. وهذا بالضبط ما يفرق بين هلع إنسان وذعره، وسكينة آخر عندما يأتي ذكر الموت. شريحة كبيرة تخاف غموض القبر ووحدته وظلمته؛ هذا المجهول الذي يكثر فيه القيل والقال.
الخوف من كل شيء في الدنيا هو المسبب الأول والأخير لمرارته؛ فعندما يخاف الإنسان من أي حيوان يصبح هذا الحيوان مثار هلع ومرارة عنده، في حين أن حب إنسان آخر للحيوان نفسه يحول الحالة إلى سعادة وسكينة ومصدر فرح واستمتاع.
بالطبع لا يمكن مقارنة الموت بأي شيء آخر، لكنني أقارن بين رد الفعل والنظرة وكيفية التعامل مع موضوع وآخر.
القبر الحقيقي يا خلق الله هو قبر القلوب التي تكبر وتهن وتسود من أحقاد أو كره أو أنانية وتغليب المصلحة الخاصة الضيقة على مصلحة الآخرين، والبخل بالعون والمساعدة والحب والحنان.
قبر القلوب مخيف ويثير الحسرة والقلق والشعور بالحزن الدائم وقلة السعادة والاستمتاع، وإن كان كل المحيط يقول شبيك لبيك.
لا يميت الإنسان أكثر من حزن القلب. نعم، قد يبقى الجسد، لكن الحياة كلها ميتة حواليه.
عندما يعتبر الإنسان الموت نهاية حتمية تعقبها حياة جميلة وأفق إيجابي لا نعرفه، فإن التعامل مع كل ما يحيط بموضوع الموت يكون أخف بكثير من آخر يعتبر الموت كارثة ونهاية لكل مصادر الفرح ونقطة تتوقف عندها سبل السعادة والاستمتاع بالحياة التي أنعم الله بها علينا.
نعم، الموت يفرق بين الحبيب وحبيبه، وبين الأم وضناها، وبين الأخ وأخته، وبين.. وبين، لكنه -وهذا برأيي الشخصي أنا- ليس عالماً مرعباً.. فأنا أشعر أن ما وراء الموت شيء جميل طالما أن المرء ترك وراءه سيرة حسنة وحباً عند كل من تعامل معه وخلقاً يشار إليه بالبنان؛ بمعنى أنه ترك سيرة عطرة وذكرى تسعد من يتحدث بها ومن يستمع إليها.
بالفعل، لا تخافوا الموت؛ فمرارته في خوفه فقط.
***
نشيد بجهود رجال الداخلية بالقبض على الخلية الاخوانية من المصريين، والمتهمة بأعمال إرهابية بمصر.. صدرت إثرها أحكام قضائية.
السؤال لوزير الداخلية: من وقع على دخولهم؟ ومن هم كفلاؤهم؟ وما هي مبررات وجودهم بالكويت؟ ومن تستر عليهم؟ ومن ساعد في دخولهم؟.
نحن نطلب الموافقة على زيارة زميلات لنا من مصر لحضور مناسبات عائلية.. تُرفض المعاملة بعض الأحيان بحجة أنها لامرأة صغيرة السن، وهذا قد يشكك في سلوكها! أو أنها كبيرة بالسن فترفض حتى لا تستغل العلاج المجاني بالبلد! أما هؤلاء فلم ينتبه أحد لدخولهم، وهم محملون بأحكام قضائية لِما اقترفوه من جرائم.
مبروك للإخوان المسلمين بالكويت.. فمهما حاولوا التبرؤ من نشاطات الحركة الإرهابية تأتي طامة بعد أخرى لتؤكد عكس ما يدعون.
تعليقات