#جريدة_الآن عادل بهبهاني : أيديولوجيا الإرهاب
زاوية الكتابكتب عادل بهبهاني يوليو 13, 2019, 11:58 م 795 مشاهدات 0
القبس
طالب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الشيخ ناصر الصباح، بتعزيز التفاهم والتكامل بين الدول الأعضاء في التحالف لمحاربة تنظيم داعش، لاستكمال الإجراءات التي تؤدي إلى تحقيق هزيمة نهائية لهذا التنظيم، ليس على الصعيد العسكري والميداني فقط، بل على المستوى الفكري والأيديولوجي كذلك. نعتقد أن الشيخ ناصر بإشارته الى أهمية هزيمة «داعش» على المستويين الفكري والأيديولوجي، قد وضع يده على مركز الجرح العميق، وأدرك تشخيص أساس المشكلة ومصدرها، ومن أين نبدأ لحلها.
إن دراسة وتفسير ظاهرة الإرهاب تحت غطاء ديني من زاوية ثقافية وفكرية، للوصول إلى البواعث والدوافع التي تدفع بالإرهابي المتغلف بالإسلام ليرتكب جرائمه الإرهابية، يشكلان الخطوة الأولى لمواجهتها، مع التأكيد أن مصطلح «الديني» المقترن بالإرهاب لا يعني البتة أن تعاليم الدين الإسلامي وقيمه تدعو إليه، وإنما جاء هذا الاقتران نسبة إلى التفسيرات المشوهة التي يطلقها بعض رجال الدين على بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة، لتخدمهم في رفضهم للآخر المغاير، وتكفيره وممارسة العنف ضده.
لا شك في أن ما تمارسه الجماعات الدينية المتطرفة من تكفير الناس وقتلهم، والتمثيل بجثثهم، والاعتداء على أعراضهم وأموالهم، ما هو إلا تجسيد وتفعيل لما تلقوه من تعليم موبوء، ومن خطب متطرفة متكررة في بعض المساجد، يتلوها بعض رجال الدين المزيفين، الذين يدعون ليل نهار، وهم على منابر الشر والفتنة، إلى الفكر المنغلق، والتعصب الأعمى للذات الذي يوحي لهم بأنهم وحدهم على حق، وأن منطقهم لا يتسع لمنطق التعدد والتنوع والانفتاح.
اليوم نحن بحاجة الى أن نواجه مثل هذا الفكر المنغلق، كل من خلال موقعه، بالفكر المضاد المستنير، وذلك لإفشال خططهم الكارثية ورفع الغطاء عن وجوههم القبيحة ودحض جميع مبرراتهم المعلنة لجرائمهم النكراء.
«داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية التكفيرية هي تنظيمات مفتوحة، عبارة عن مجاميع وخلايا متناثرة ترتكب الجرائم الإرهابية في مناطق مختلفة، ولكنها تملك فكرا منغلقا ملتزما يلزمها بأداء أعمالها الحمقاء!
وبناء على هذه الرؤية، فإن مقاومة الإرهاب الديني تبدأ من خلال السماح لكل المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية في المجتمع بممارسة دورها التوعوي والتنويري فيه، فالخطر الحقيقي، الذي يداهمنا من هذه الجماعات المتطرفة، هو الفكر والثقافة الشيطانية المزروعة في عقولهم. ويبدأ أيضا من خلال تطوير أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك لأن الجماعات التكفيرية تجد بيئتها الخصبة في المجتمعات المقموعة، ذات الأوضاع السيئة والمتأزمة. اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
*الأيديولوجيا: النسق الكلي للأفكار والمعتقدات والاتجاهات العامة الكامنة في أنماط سلوكية معينة.
تعليقات