مبارك المعوشرجي يكتب عن الجريدة الإلكترونية التى ستجعل من الجرائد اليومية والمجلات الاسبوعية آثارا بنهاية العقد
زاوية الكتابكتب مايو 26, 2009, منتصف الليل 668 مشاهدات 0
الجريدة الإلكترونية
مبارك مزيد المعوشرجي
في حديث مع جيل الإنترنت والإيميل واللاب توب والموبايل الذين تكاد تعمل اصابعهم على اللوحات الالكترونية اسرع من نظرهم على الشاشات التابعة لها، توقعوا أن تكون الجرائد اليومية والمجلات الاسبوعية من الآثار مع نـهاية هذا العقد، مثلما حصل مع الاسطوانات الجبسية والأشرطة البكرات التي لا نراها حاليا إلا عند هواة الآثار والتحف.
فتطور اجهزة اللاب توب والموبايلات وتوسع شبكات الانترنت وسرعة ارتدادها وتضخم الكم الهائل من المعلومات والبيانات داخل الشبكة العنكبوتية جعل الزمن زمن الصحافة الالكترونية، التي تعطي الخبر والصورة والصور المتحركة على مدار الساعة، بل وحتى على مدار الدقيقة في حال تسارع الأحداث كما حدث في متابعة الانتخابات النيابية الاخيرة، والاحداث التي تحدث مساء وبعد انتهاء طباعة الصحف رياضية كانت او سياسية او احداثا كونية وغيرها. والأمر لا يحتاج الى عدد كبير من الكادر البشري ولا الكلفة الاقتصادية العالية للورق والطباعة والتوزيع.
وكان في المجلس احد القراء ممن تعود على قراءة الصحف منذ عقود رد قائلا: ان لم امسك الجريدة بيدي واستنشق رائحة الحبر فلن اشعر بأن الصباح قد بدأ، ولا يلذ لي فنجان الشاي ان لم تكن الجريدة بين اصابعي وإلا شعرت بأن يومي باهت وطقوس الصباح ناقصة، اما صحافتكم فهي كطعامكم (الفاست فود) خالية مثله من الطعم والنفس والنكهة، فالجريدة ليست خبرا وصورة فقط بل تعليق وتحليل وتوقعات ومواعيد واسماء وجداول وألعاب ورسائل القراء ومشكلاتهم التي يرى البعض فيها نوعا من التسلية والتـثـقيف. ففي الجريدة كتّاب يوميون نتـفاءل بقراءة مقالاتهم وآخرون نعرف الرأي الآخر منهم وكتّاب يرسمون البسمة بحروفهم على شفاهنا، وفي الجريدة شعر وسياسة وأدب، كما ان الجريدة معك اينما كنت في السرير طلباً للنعاس، وفي السيارة إضاعة للوقت في زحمة الطريق، وفي المقهى والمكتب ثم تكون سجلا للتاريخ ترجع اليه متى ما شئت، اما صحافتكم الإلكترونية، وان كانت سريعة ودقيقة ورخيصة ومتغيرة على مدار الساعة فهي في نظري اسلاك وشاشات فيها من الخطورة اكثر ما فيها من الراحة.
تعليقات