#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن يكتب: الأعياد الوطنية و«الابتهاج المغلوط»!

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 444 مشاهدات 0


الأنباء:

الابتهاج حالة من النشوة العارمة..

في الطب يعتبرون الابتهاج حالة ذهنية وعاطفية يشعر بها المريض بعد العلاج!

وتبقى مفردة «الابتهاج» عميقة المعاني في اللغة العربية والانجليزية وربما كل اللغات، مردها الى البهجة والفرح والسرور.

قد يكون هذا أو ذاك غير ان «الابتهاج» الحقيقي وجدته في «وطني الكويت»، ولها الحق وشعبها ان يفرحوا بعيديّ الاستقلال والتحرير غير ان هذا «الابتهاج» لا أعرف سرّ ربطه بالمقذوفات المائية؟!

من قال ان الاحتفالية والابتهاج يبدآن بمسدس ماء؟

ومن قال ان التعبير عن الفرح والابتهاج يبدأ ببالونة ماء؟

هل فكّر أحدنا بنتيجة هذه الثقافة؟

وأعني ان يقوم الأطفال الصغار والشباب بالتراشق المائي وكل أنواع السوائل.

ألم يتحول هذا «الابتهاج المغلوط» الى مأساة بعد اصابة العديد من المشاركين في هذه «المذبحة المائية»؟

ان الهوس يتبعه هوس أعم وأكبر، وها هو اليوم جيل كامل يعتبر رشقك بالماء من خلال مسدس مائي أو بالونة مائية أمرا عاديا جدا وليس فيه تطاول.

كم من طفل صار له حادث ما بين اختلاط الحابل بالنابل؟

ماذا اردنا من ممارسة هذا الابتهاج؟

الابتهاج حالة جميلة من الفرح مارسناها يوم كنا نقف على شارع الخليج نشاهد المواكب بكل ذوق وتشجيع.

اليوم الطفل نعلّمه ان رفع المسدس أمر عادي ورمي كل من كان أمر سهل حتى الاعتداء على ذي الشيبة والمرأة الكبيرة أو هؤلاء المستضعفين من الوافدين.

مئات السيارات المحتشدة بمئات من البالونات المائية ونوافذ (چام) السيارات خارج منها رؤوس أطفال تقذف بكل انواع السوائل وسط تشجيع الآباء والأمهات.

والله ثم والله ثم والله لست ضد الفرح، انما الفرح المؤدب الذي ليست به «وقاحة تطاول» وقلة أدب وتربية!

آن الأوان ان يتناول رجال البرلمان هذه الظاهرة ويجدوا لها المزيد من التشريعات الرادعة التي تساعد رجال المرور والشرطة، والله يعينهم، هم يتعاملون مع الواقع هذا ولدك وابن عمك وجارك ومواطنك!

المجتمع برمته بحاجة إلى ان يعيد دراسة هذه الظاهرة، فلقد نجحت الحكومة في «منع الفوم» وآن الأوان لكي تمنع هذه الظاهرة المائية.

والسؤال: ما شاء الله شفتوا حجم اخوتنا الخليجيين في مسيراتنا ما سألتوا أنفسكم لِم هذا العدد؟

أنا اجاوبكم لأنهم باختصار لا يستطيعون في بلدانهم الشقيقة ان يمارسوا هذا «الهزل الابتهاجي»!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تبسُّمك في وجهِ أخيك صدقة» هذا ما يحثنا عليه ديننا القويم.

ومضة: آن الأوان ان نعيد المشهد الاحتفالي الى وضعه الطبيعي ولسنا والله بحاجة الى تعليم أطفالنا التقاذف المائي، فمن يتقاذف بالماء يتقاذف بغيره.

ووصل الأمر إلى ان تُرمى البالونات «المائية- الصخرية» من أعلى الجسور. فكرنا ماذا سيحدث للسائق عند نزول هذه البالونة على سيارته؟

نحن دولة يكلفنا الماء كثيرا في انتاجه!

يا ليت جهة تظهر لنا «الرقم الاستهلاكي لأيام معارك الماء».

اين توجيه الناشئة نحو الترشيد المائي؟

آخر الكلام: في كل عام أكتب نفس السطور والأمر يتطور الى ما هو محظور، شوفوا المستشفيات واعرضوا الإصابات، راح تعرفون ان ما كتبته هو كبد الحقيقة للأسف.

وقالها أهلنا في السابق: من أمن العقوبة اساء الأدب!

زبدة الحچي: كل عام وانتم بخير سالمين غانمين بس بعيدا عن الابتهاج غير المبرر ولا المقبول، فالأعياد ممارسات فرح وسعادة وسرور وليست «عنفا» يُمارس من كل الأعمار، وأعرف مسبقا من يقول انني ظلامي وضد الفرح و.. و.. و.. ولكن الحقيقة انني مواطن يخاف على وطنه ومواطنيه.. ويرثي كلمة «عيب» التي لم نعد نسمعها اليوم للأسف.. في أمان الله.

تعليقات

اكتب تعليقك