#جريدة_الآن صالح الشايجي يكتب: الطبيب الحامد اللبيب

زاوية الكتاب

كتب صالح الشايجي 853 مشاهدات 0


الأنباء:

الإبطاء في الوفاء، نوع من الجحود، أو ربما هو الجحود الكامل.

لا يسمح لي وفائي أن أتجاهل رجلا نادر الوفاء، وما يؤسفني أن سماعي بقصة هذا الرجل جاء متأخرا جدا وبعد ثمانية وعشرين عاما على حدوثها.

هو رجل من نوع نادر من الرجال، يأتي على أرفع مكانة في الشرف والشهامة والإنسانية.

إنه الطبيب المصري الجراح «حامد لبيب» وهذه قصته التي لم اسمعها سوى قبل أيام وخلال احتفالاتنا في العيد الوطني وعيد التحرير.

الدكتور حامد الطبيب في مستشفى العدان عند حدوث الغزو العراقي للكويت، أبى أن يخرج من الكويت حين دهمها سواد الغزو وأحقاد الغزاة.

أبت نفسه الشريفة الرفيعة أن يترك الكويت في جرحها وقال كيف أترك بلادا أكرمتني وأعيش على أرضها وهي في نعيم؟ وليس من الشهامة أن أتركها وهي جريحة إنها في حاجة لي اليوم أكثر من أي يوم مضى.

لم يغامر الدكتور حامد بحياته وحده بل غامر بحياته وحياة زوجته واثنين من أبنائه، ولم يسع إلى إخراج زوجته وولديه من الكويت ليؤمن حياتهم ويبعدهم عن الخطر ويبقى هو تحت بيرق وفائه وشهامته، بل أبقى زوجته طبيبة التخدير وطفليه رغم الخطر المحيق بهما وإنذارات الموت المتتالية.

طوال الأشهر السود السبعة التي تسيد المحتل فيها أرض الكويت بكل بهيميته ووحشيته وهمجيته، لم يترك الدكتور حامد مبضع الجراح طوال تلك الشهور الكالحة، بل كان يفتح ويشرح ويرتق أجسادا تسجى أمامه فوق السرير الأبيض وزوجته الدكتورة إخلاص هي من تقوم بعملية تخدير المريض.

وكان مرضاه الجرحى من كل جنس ولون ودين وملة، لم يتأب على علاج مريض لأي سبب كان، بل المرضى كلهم سواء في عقيدته الطبية.

خاطر بحياته وحياة عائلته كثيرا وكانوا في حماية الله ولم يتوقف يوما عن أداء واجبه الإنساني.

وفي يوم التحرير يقصف الغازي البغيض مستشفى العدان ويصاب العديد من الموجودين أطباء ومرضى بشظايا جراء هذا القصف الحاقد، وكان نصيب الدكتور حامد من هذا القصف أن فقد إحدى عينيه وتشويه في الوجه.

أيتها الكويت ويا أيها الكويتيون اذكروا هذا البطل الدكتور المصري حامد لبيب وزوجته الدكتورة إخلاص واحفروا أسماءهم في ذاكرات أجيالكم.

تعليقات

اكتب تعليقك