#جريدة_الآن صلاح الساير يكتب: الضوء الأسود
زاوية الكتابكتب صلاح الساير فبراير 25, 2019, 10:51 م 597 مشاهدات 0
الأنبياء:
الفول السوداني من أشهر البقوليات في العالم ويطلقون عليه في الشام «فتسق العبيد» وهذه تسمية غريبة تفضح عنصرية الإنسان الأبيض ضد أخيه الإنسان الأسود.
فطالما أن الفول (سوداني) فإن ذلك يعني (عبيد) حيث ارتبطت العبودية باخوتنا السود لأسباب تاريخية، وقت كان الكثير من الأفارقة يتعرضون للخطف على ايدي تجار الرقيق قبل تحريم تجارة الرق دوليا.
وقبل أعوام سألني صديق عن صديق آخر من ذوي البشرة السوداء (خال) وحين نسي اسمه قال لي «صاحبك العبد»! وحين رمقته بنظرة استهجان أدرك الرجل زلة لسانه.
***
تتجلى العنصرية ضد الإنسان الأسود (أبو سمرة) في مجتمعاتنا العربية على اكثر من صعيد.
فلم نزل نرفض المصاهرات المختلطة، وقلما نشاهد مذيعين ومذيعات سود في شاشات التلفزة، وفي السينما المصرية تم حصر الإنسان الأسود في أدوار البوابين والطهاة.
كما نقوم بطلاء المصيبة باللون الأسود ونقول: «يا نهار اسود» واصبح هذا اللون الجميل دلالة على الشر ورمزا للحداد.
ومثلما يبدو فان الإنسان الأبيض اخترع هذا التصنيف كي يحتكر الخير لنفسه ويربط الأعمال السيئة بسواد الوجه.
أما هو «بيض الله وجهه» و«رايته بيضاء»!
***
قد يسارع البعض الى جلد الذات واتهام العرب بالعنصرية وينسى ان العنصرية غائرة في كثير من العقول والمجتمعات الغربية.
فالابتزاز والتهديد في اللغة الانجليزية يدعى black mail ونذير الشؤم black letter ويطلقون على تعتيم الأخبار أو طمسها مصطلح black out والسوق غير القانونية سوداء black market وقوائم الحظر والمنع black list وغير ذلك من مصطلحات.
غير أن ما يشفع للغرب أن الناس هناك طوروا ذواتهم وتجاوزا أخطاء الماضي وتحرروا من العنصرية. ونحن لم نزل محلك سر أو «محلك راوح».
تعليقات