#جريدة_الآن أحمد باقر يكتب: مبروك راشد ومتناقضات في يوم الوطن

زاوية الكتاب

كتب أحمد يعقوب باقر 1135 مشاهدات 0


الجريدة:

كل الحق يقع على الحكومة والمجلس وقادة الجماعات السياسية الذين لم يستطيعوا حصر الخلافات بينهم والاستماع إلى الطرف الآخر، وتوجيه الاهتمام إلى الأسلوب العلمي لحل القضايا الكبرى التي ستواجه الكويت في المستقبل، وتثقيف الجميع بها، وتوجيه كل القوى لمواجهتها بدلاً مما نمر به من خلاف وشر. 

* مبروك راشد: 

لمست في تصريح السيد راشد العنزي الذي حصل على عفو أميري كريم من قضية اقتحام مجلس الأمة كلاماً صريحاً صادقاً جعلني أسطر كلمات المباركة والمودة له ولوالده الكريم، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقه في حياته العملية المقبلة، وعقبال بقية الإخوة المحكومين، عسى الله أن يعيدهم ويتم العفو عنهم كما تم عن الأخ راشد.

* يشهد وطننا الحبيب الصغير توجهات كثيرة متناقضة جديرة بالتأمل، لأنها تكشف إلى أي درجة تراجع إليها التوجيه السليم والإعلام الصادق والقرار الحازم.

والأمثلة على التوجهات المتناقضة كثيرة، فمثلاً يعدد كثير من الكويتيين النعم الكثيرة التي حبانا الله بها مثل السيارات الفارهة والبيوت المليئة بالخدم والحشم، والطائرات المليئة بالمسافرين للسياحة والوناسة في كل عطلة طويلة أو قصيرة، والضرائب التي لا وجود لها في الكويت، خلافاً لكل دول العالم، وبالعكس فالدعم هو الموجود لكل المواد المعيشية، ويستدلون على رأيهم هذا بعشرات المئات بل مئات الألوف من البدون والوافدين الذين يتمنون الجنسية الكويتية، في حين يصور آخرون الكويتيين وكأنهم شعب محتاج يعاني الكثيرون منه الفقر وتلاحقهم القروض وتطاردهم أوامر القبض والإحضار.

وفي حين يمتدح الكثيرون الحريات المتاحة في الكويت مثل حرية التعبير والنشر والدواوين المنتشرة في كل مكان وحرية تكوين الجمعيات التعاونية وجمعيات النفع العام وحرية التقاضي، نجد آخرين يصورون الكويت وكأنها دولة قمعية تخلو من الحرية، وتجدهم يشكون من الكبت، ويصفون السجون في الكويت بأنها معتقلات للرأي.

وفي حين يمتدح الكثيرون الحرية السياسية والمشاركة الشعبية وحق الترشيح والانتخاب وباقي الحقوق الدستورية، يصب آخرون جام غضبهم على الدستور ومجلس الأمة، متهمين المجلس بأنه سبب تخلف الإدارة والاقتصاد والخدمات مطالبين بإلغاء الدستور وإغلاق مجلس الأمة.

وفي حين يطالب كثير من الشعب ومعهم أعضاء في مجلس الأمة بالتوسع في التجنيس ترفض ذلك قطاعات واسعة من الشعب منددين بالتجنيس الذي يتهمونه بتغيير الهوية الاجتماعية الكويتية عبر زيادة كبيرة غير طبيعية.

والأخطر من ذلك كله ما تشهده البلاد من انقسامات فئوية وطائفية وقبلية تنتشر بسرعة وتذكى من قبل المتعصبين، خصوصا في أيام انتخابات مجلس الأمة والجامعة والجمعيات التعاونية.

هذه الانقسامات انتشرت وتعمقت من قبل الجهلة وكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تحولت إلى أمراض مزمنة تهدد وحدة الوطن واستقراره.

جميع هذه المشاهد المتناقضة التي تظلل أيامنا الوطنية اليوم وكل يوم لم تكن موجودة بهذه الحدة قبل سنوات معدودة، وهي ليست خلافات بسيطة مثل التي لا يخلو منها أي بلد، بل إنها تعكس حالة من ضياع البوصلة أو التشرذم، هذه الحالة لم تستطع الحكومة ولا مجلس الأمة ولا المعارضة توحيد قناعات الشعب إزاءها، وبالتالي خلق التوجه الشعبي السليم لإصلاحها.

والحق كل الحق يقع على الحكومة والمجلس وقادة الجماعات السياسية الذين لم يستطيعوا حصر الخلافات بينهم والاستماع إلى الطرف الآخر، وتوجيه الاهتمام إلى الأسلوب العلمي لحل القضايا الكبرى التي ستواجه الكويت في المستقبل، وتثقيف الجميع بها، وتوجيه كل القوى لمواجهتها بدلاً مما نمر به من خلاف وشر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجماعة رحمة والفرقة عذاب".


تعليقات

اكتب تعليقك