#جريدة_الآن سامي فهد الإبراهيم يكتب : لم نأتِ من عدم.. لنصبح هكذا
زاوية الكتابكتب الآن - القبس فبراير 24, 2019, 12:13 ص 815 مشاهدات 0
القبس
لو كانت دولنا العربية الاسلامية آتية من عدم لما ندمنا على وضعنا المتردي المهترئ المنقسم الذي يعيد نفسه طالباً ومع سبق الإصرار الانحدار الى عمق الهاوية. استعراض وبإيجاز للمشهد، دولنا المغاربية الخمس العزيزة منحها الله كرما وعطايا، موقعا جغرافيا، ماء وكلأ، شعوبا متسامحة تحب العمل وأخيراً أتاها النفط فزادها قهراً وفرقة. ننتقل لجانب آخر من وطننا العربي الأفريقي المدمر، السودان، سلة الغذاء العربي انقسم على نفسه. هو الآن سودانان، الحرب مستشرية، الواحد يريد قتل الآخر، تبددت الثروة وانتشر الجوع والحرمان، الدساتير تعدل الى الأسوأ، وكذا معظم الدول العربية الافريقية. لنرى ماذا في المشرق العربي، هو اكثر ايلاماً ووجعا. الثروات تبدد، الإعمار الى خراب، والتعليم في مهب الريح، والشعوب أبت إلا ان تستسلم لقضاء الله وقدره ولا يوجد في الأفق مؤشر يوحي أن هناك شمعة في نهاية النفق. إذاً وأمام هذا المشهد ويدي مرفوعة للسماء أقول هناك شمعة باقية يمكن لها أن تضيء النفق أو حتى جزءاً منه. الشمعة المتوقدة والباقية هي دول الخليج. نريد لهذه الشمعة الباقية لنا أن تعيد الأمل لشعوب عزيزة تآكلت وتكاد تندثر، هي أعطت بسخاء العلوم والمعارف والحضارة والبناء لشعوب الارض. ملك بريطانيا يخاطب خليفة المسلمين في الأندلس طالباً أن يشمل الخليفة برعايته ابنته وعددا قليلا من زميلاتها لينهلن من علوم الأندلس ومعاهدها، هذا ما دوّنه وأكده التاريخ الموثق. نرجع لنؤكد، هناك ضوء في نهاية النفق (دول مجلس التعاون) عليها ان تذهب وهي كما عهدناها قوية، متماسكة، كلمتها موحدة، لتعيد الأمل الضائع، ولنؤكد للعالم بإيمان وثقة ان هذه الأمة لم تأت من عدم، بل كانت امتدادا لحضارات ذات قيمة تتذكرها الشعوب المنصفة. أقول ما زالت عروقنا تنبض بفيض من الإيمان لتاريخ امتد لقرون مضت كان هو التاريخ من دون منازع، ذلك يجب ان يهز النفوس الكريمة فتشعر بثقة بأن المستقبل لها وترفض ان تشتري طمأنينة حاضرة بمستقبل غير آمن، نريد ان نرجع كما كنا، أمة ترى روح السلام والعدل مجسدة فيها، الروح التي تأبى إساءة الضعيف ولا تجبن امام القوي.
والله وحده الموفق.
تعليقات