#جريدة_الآن صلاح الساير يكتب عن إسقاط القروض وانهيار الطبقة الوسطى

زاوية الكتاب

كتب صلاح الساير 802 مشاهدات 0


الأنباء:

تحدث التحولات الاجتماعية على أيدي الطبقة المتوسطة، فهذه الطبقة الحيوية هي التي تحافظ على استمرار القيم وتسعى إلى تحديثها لتتناسب ومستجدات الزمن أو المتغيرات الاقتصادية أو نحو ذلك، وقد حافظ المجتمع الكويتي القديم على أهمية إتقان العمل بفضل النواخذة والبحارة (الطبقة الوسطى) لا بفضل صاحب السفينة، ذلك أن جميع التجار في العالم يرغبون في البحار أو العامل المتميز، أما المهارة فيحققها العامل نفسه وهو المسؤول عن إتقان العمل والقيم المرتبطة بالعمل.

***

الطبقة الوسطى حارسة القيم في المجتمعات وبضعفها أو انهيارها تضعف القيم وتنهار.

وفي المجتمع القديم (المنتج) كانت الموارد الاقتصادية المحدودة تلزم الطبقة الوسطى بوسطيتها وتعزز تأثيرها.

فالأثرياء ندرة نادرة ولم تكن الحياة تسمح لذوي الدخل المحدود بتقليد الأثرياء في السلوك والمعيشة والاقتناء، بيد أنه بعد تدفق الثروة النفطية وسعي الحكم في مشاركة الشعب في الاستمتاع بهذه الثروة عبر الدولة الريعية ضعفت مناعة الطبقة الوسطى بسبب الوظيفة الحكومية التي أنهت ارتباط العمل بالكسب.

***

أضحت الطائرة التي تقل التاجر و(الطواش) وعائلتهما صيفا إلى سويسرا لممارسة التزحلق على الثلوج مثلهم مثل سائر أثرياء العالم، تقل معهم ولذات الغرض (النوخذة والمجدمي والمكبس والقلاف والغواص والسيب والنهام والرضيف والتباب)، فالرواتب الحكومية مجزية والقروض المصرفية سهلة وفي متناول اليد. وقد غاب العمل وحضر المكسب غير المرتبط بالإنتاج وارتفعت حمى الاستهلاك.

لهذا ينبغي عدم الاستغراب أو إنكار المطالبات بإسقاط القروض في مجتمع غاب عنه الإنتاج وانطمست فيه القيم المرتبطة بالعمل.

تعليقات

اكتب تعليقك