#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن يكتب: هل يعي «المُعلم» منزلته ورسالته؟

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 692 مشاهدات 0


الأنباء:

زميلي المعلم.. هل تعي «قدرك» عند الناس؟

زميلتي المعلمة.. هل تعين «منزلة» مهنتك بين المهن؟

انا مازلت رغم تعدد «المهن» التي مارستها الا انني مازلت «محاصرا» بحبي لاشرف مهنة، مهنة الرسل والرواد الذين كانوا ولايزالون وسيظلون يلهمون الناس ويعلمونهم كالشموع المضيئة التي تحترق لتضيء الطريق للآخرين!

وكم افرح عندما التقي بطلبتي في طرقات الحياة وهم يقبلون رأسك احتراما وتقديرا لك.

الى المعلم والمعلمة اكتب واقول:

تعجز قواميس اللغة والبلاغة عن ان توفيكم قدركم العظيم يا اصحاب الاصبع السادس!

ايها المربون الافاضل هنا وهناك وفي كل هذا الكون الفسيح في داخل الكويت وخارجها، اليكم هذه السطور:

نحن «الأمة» نعترف لكم بالفضل، فلقد تعلمنا منكم في ساحات وقاعات الدرس «المعارف ـ الاخلاق ـ القيم ـ الصبر ـ الحب» وتعلمنا كيف يكون العطاء الانساني النبيل في اجمل صوره!

انتم دائما اصحاب «الفضل ـ التقدير ـ والجمايل» لا تنتظرون شكرنا.. لكننا نقولها لكم بالفم المليان: جزاكم الله خير الجزاء.

انني كمعلم سابق اكتبها مختصرة لكل «مدرس ومدرسة» في قطاع التعليم اوجهها الى كل اولئك «الحلوين» حملة رسالة العلم واهله!

اوجهها الى كل معلم يخاف الله ويشعر بالمسؤولية ليخرج لنا المعلم والقاضي والطبيب والمهندس والضابط و.. و.. و.. كي ينهض الوطن.

رسالتي اليوم للمدرسين والمدرسات الكرام بأن يزيدكم الله عملا واخلاصا!

أعلم ان الكثير يحسدكم على «شيك العطلة الصيفية» والاجازات والكوادر والحوافز، وقد غاب عن الكثير ما تبذلونه من صحتكم وعافيتكم محتسبين الاجر عند الله في اداء ما ائتمنتم عليه من «جيل» تعلمونه وتربونه على السلوك والاخلاق والتربية القويمة.

الله يعينكم في اداء مهامكم الجسيمة، فأنتم القدوة في جمال المظهر وطيب الباطن، وتعلم العلم وتدريسه والمحاسبة ومكافأة المجتهد وكل القيم الانسانية.. وسلاحكم علمكم واصبع الطباشير والقلم والكلمة الطيبة وتعليم فن الحوار في المناقشات وتفقد احوال الطلبة وتذكيرهم بالخصال الانسانية الراقية وربط كل امور الحياة بالواقع.

وأذكركم ونفسي بقول والدنا العود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في اليوم العالمي للمعلم: «أفضالكم عظيمة».

٭ ومضة: عزيزي المعلم، ما دمنا في «كار واحد» اي مهنة محددة وهي مهنة التدريس او التعليم، فهذا والله يحتاج منك الى توقد الفكر واستخدام كل الوسائل التي تغري «طالبك» في الانصات لك ومتابعتك.

وهناك وسائل استخدمناها ونحن على مقاعد الدراسة وفي قاعات الدرس والفصول، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

الهدية لها مفعول سحري لدى الطلبة والطالبات.

الرحلات المدرسية.

المسابقات المتنوعة.

الزيارات الى قطاعات الدولة.

استخدام المرافق المدرسية خاصة المسجد والمكتبة.

استغلال المناسبات الخاصة والعامة.

تشجيع الطلبة على تنمية هواياتهم.

بعث المعلم في الانام رسولا *** فأنار أفئدة وزان عقولا

ذاك المعلم لست أنسى فضله *** ما دمت في قيد الحياة ظليلا

٭ آخر الكلام: نصيحتي للجيل الجديد من المعلمين والمعلمات: لا تتهاونوا في «الغش في الامتحانات»، قال تعالى :(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ـ النساء: 58).

كثير من المعلمين -على مستوى الكويت بل على مستوى العالم- بدأ يتهاون في «عملية» إعطاء جزاءات للذين يغشون.

الأمانة مسؤولية عظيمة وعبء ثقيل، على الانسان الالتزام بحفظ حقوق الناس، فلا يتساوى الطالب المجتهد والطالب الغشاش.

ان تمكين الطالب من الغش ظلم لزملائه الحريصين على الدراسة، ومن العيب جدا ان نعطي هذا الكسلان الفرصة لينجح بطريقة ملتوية!

وأعرض لكم بيت الشعر التاريخي:

قم للمعلم وفّه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

٭ زبدة الحچي: كثير من الزملاء المعلمين يسألونني: ما الكتب التي ينصح بأن يقتنيها المعلم ليقرأ فيها وتفيده في أداء رسالته على أكمل وجه؟

فأجيبهم بأنها كثيرة، ومنها ما يلي:

ـ تفسير القرآن العظيم ـ ابن كثير ـ أو زبدة التفسير (عمر الأشقر).

ـ موطأ الامام مالك بن أنس.

ـ كتاب الكبائر للإمام الذهبي.

ـ العبودية لشيخ الاسلام الإمام أحمد بن تيمية.

والمكتبة اليوم مليئة بالكتب التربوية التي تعطيك النظريات التربوية ووسائل الإعداد المقترحة والبرامج التربوية وغيرها من كل الوسائل المعينة لدرسك.

عزيزي المعلم..

عزيزتي المعلمة..

من يدخل بلاط التدريس يجب عليه الا يتوقف عن التعليم!

قارئي الكريم: أحسن التعامل مع المعلم، فإن العلم لا يزهو إلا بهم.. هم منشئو الجيل، وباعثو الحياة وقادة الزمن!

من كالمعلم باذل من روحه *** ومجدد آمالنا تجديدا

من كالمعلم ساهر من أجلنا *** يستعذب الآلام والتسهيدا

فهو الذي جعل العقول منائرا *** وهو الذي زرع الحياة ورودا

٭ ختاما: غدا الأربعاء هناك في منطقة الدسمة عرس ديموقراطي تربوي وجمعية عمومية وانتخابات لاختيار رئيس للجمعية وعشرة أعضاء لمجلس الإدارة ومجتمعنا الكويتي الذي جبل على مثل هذه الانتخابات يتطلع الى «ممارسة انتخابية» تليق باسم المعلم الكويتي وتاريخ هذه الجمعية العريقة في المجال التربوي والتعليمي والنقابي، الله يوفق الجميع لما يحب ويرضي جموع المعلمين.

تعليقات

اكتب تعليقك