#جريدة_الآن صالح الشايجي يكتب: حماة القانون
زاوية الكتابكتب صالح الشايجي فبراير 7, 2019, 10:56 م 726 مشاهدات 0
الأنباء:
ما أبشع زمنا يجد فيه الباطل من يناصره ويجد فيه العدل من يحاول أن يدحره وتجد فيه الفوضى أنصارا ومطبلين ودفافين.
مع الأسف نحن نعيش هذا الزمن المر الكريه الذي رأينا فيه نوابا في البرلمان يستقوون بالباطل على الحق ويحملون المعاول لهدم رمز العدل ويتجبرون على القضاء ظانين أنهم أكبر من القضاء وأحكامه، وأنهم هم الذين يعلون ولا يعلى عليهم.
أولئك هم النواب الذين احتجوا على حكم القضاء بإسقاط عضوية نائبين مدانين بجريمة يعاقب عليها القانون، وذلك ما يتوافق مع نص القانون وروحه، ولكن هذا الحكم العادل الذي كان الكويتيون بانتظاره لتأكيد تيقنهم بأنهم يعيشون في دولة القانون وأن المذنب لا بد أن ينال جزاءه، لم يعجب حفنة من النواب أرادت رفع شعار سيادة الباطل ودحر الحق، فاحتجوا وزعقوا وهددوا وتوعدوا وأرغوا وأزبدوا، ظانين أنهم بمثل تلك الأفعال الصبيانية الهوجاء سيحرفون الحق عن جادته وستعلو كلمة الباطل، ولكن خاب مسعاهم ورفرفت راية الحق وراح زعيقهم أدراج الرياح.
مثل هذا الأمر هو محزن ومؤلم فعلا، فما كان أحد يتصور أن يكون حماة القانون ومشرعوه هم أول من يجور على القانون ويريد تضعيفه وهوانه!
لماذا قام هؤلاء النواب بما قاموا به وهل كانوا يتصورون أنهم قادرون حقا على إبطال حكم قضائي، أم أنه نوع من الاستعراض السياسي متفق عليه بين أفراد الجوقة للإيحاء للبسطاء أنهم ذوو شأن عظيم وأنهم لا سلطان عليهم في البلاد وحتى القضاء لا سلطان له عليهم؟
ليتهم سألوا أنفسهم ما الذي يميزهم عن النائبين المسقطة عضويتهما، حتى يداخلهم الغرور والصلف والتعالي بمثل هذه الصورة؟ بل ربما أن النائبين المطرودين هما أكثر شهرة وأهمية من أفراد الجوقة المجلجلة، ورغم ذلك فهم في نظر القضاء مجرد متهمين شأنهما شأن أدنى فرد يدخل تحت قوس العدالة، والعدالة كما قيل عمياء لا تفرق بين ذي الشأن ورفيع المقام وبين السافل والرقيع، فكلهم تحت قوس العدالة سواء.
ونتمنى أن يكون أفراد الجوقة المحلحلة قد استفادوا من فعلتهم تلك وأخذوا منها عبرة فلا يعودون لمثلها.
تعليقات