#جريدة_الآن سالم إبراهيم صالح يكتب: لا تزيفوا التاريخ.. سوق المباركية ليس تراثياً!

زاوية الكتاب

كتب سالم إبراهيم صالح 777 مشاهدات 1


الأنباء:

يقول المثل «اكذب حتى يصدقك الناس» أقول ذلك تألما وأنا أرى الزيف وطمس جزء من تاريخ وطني وأهله إنها «المباركية» اسم صرح من صروح العلم والثقافة ورمز الوطنية.. حين تكاتف الكويتيون وتبرعوا بالغرض والبناء وتبرع الميسورون منهم بدعوة أساتذة العلم من الوطن العربي وتكفلوا بمصاريفهم.

إن «المباركية» ليست مدرسة فحسب انها ملحمة تعاون وتكاتف في تاريخ الكويت، أنجبت عمالقة في الأدب والعلم والاقتصاد، ساهموا بإدارة الوطن، أما أن تقزم «المباركية» وتختزل بمطاعم كباب وتكة وتغتصب شوارعها بطاولات وكراسي، وترسخ في عقول البشر أن «المباركية» غذاء للبطون بعد أن كانت غذاء للعقول، أبهذا الفعل نرد فضل أجدادنا؟

لقد طغى الزيف والكذب على الحقيقة، حين قالوا «سوق المباركية» أتدرون متى وكيف ظهر هذا الاسم؟ في بداية الخمسينيات، حين بدأت الطفرة السريعة، والانقلاب على كل ما تعودنا عليه من سكن ومأكل وملبس وسلوك، في هذه الفترة فطن إخواننا من بلاد الشام لهذا التطور الاجتماعي السريع في الكويت فسارعوا بفتح معارض للأزياء والموضة (الأناقة، الأمل، الطاهر، الأرجوان... الخ) حول المدرسة المباركية، في ذلك الوقت لم تكن للشوارع أسماء، فما كان من الوافدين وأصحاب المحلات من وصف عنوانهم إلا «المدرسة المباركية» حتى شاع مسمى «محلات المباركية» وأصبحت مركزا لموضة الملابس.. وللحق لا يوجد شيء في تراث الكويت يسمى «سوق المباركية» إنها بدعة ابتدعت منذ سنوات قليلة في غير مكانها، ولا تمتّ لاسم المباركية بصلة، انه لغرض في أنفسكم، انه اللعب بالمسميات لقد طمسوا أسواق تراثية قديمة (نعرفها).

أما أن تفرضوا علينا «سوق المباركية» بأنه تراثي فهذا زيف، وأنا أسمع وأرى من خلال التلفزيون أن من يملكون ويديرون هذه المحلات لا ينطقون العربية، وبعضهم نساء حديثو التجنيس، أي تراث هذا؟

لا تهمني الإيجارات زادت أم نقصت، ولا شهرته المزيفة، التي اغتصبت اسما غاليا على قلوبنا، واغتصبت موقعا لصرح تاريخي منذ 200 عام، وبالموقع نفسه جرت أحداث تاريخية مهمة منذ 120 عاما، تفخر بها الكويت وتعتز، فاسألوا أهل العلم والتاريخ وآباءكم الكبار عن معلم تاريخي كويتي طمسوه تحت أرجل طاولات وكراسي مطاعم «سوق المباركية».

إن ما يهمني ويؤلمني أنني عشت الخمسينيات كلها وما بعدها وعاصرت تلك الأماكن وتجولت بها على قدمي لم أسمع بسوق المباركية «التراثي» أين التراث فيه؟ هل هو بيع التكة والكباب الإيراني، والحمص اللبناني، والمشويات الفلانية؟ لو كان هذا التراث أيام جدي (الذي يعشق التبولة) لما تزوج جدتي!

يقولون «تراثي».. صلوا على النبي.

٭ لمن يهمه الأمر: بكل الحب والتقدير أناشد سمو رئيس مجلس الوزراء أن يكلف مركز البحوث والدراسات الكويتية أن ينصف تاريخ الكويت ويضع نقاط «الحق» على حروف «العدل»، في مسمى هذا الموقع، حتى لا نبخس حق الوطن وحق تاريخ أبنائه الذين قضوا نحبهم وتركوا بصماتهم على تلك المواقع التي أصبحت موائد للكباب والبصل والحمص فيما يسمى بـ «سوق المباركية».

تعليقات

  1. سمعت مرة وحسب ما أذكر من رجل من مواليد الثلاثينات بأن لا يوجد شي إسمه سوق المباركية ، إسمها في السابق منطقة الأسواق وكل سكة لها إسم مثل سوق السلاح وسوق الفحم وسكة الصوف وهكذا ، إنما اسم المباركية كان يطلق على المدرسة فقط !

اكتب تعليقك