#جريدة_الآن الكويت والمملكة المتحدة تحتفلان غدا بالذكرى ال 120 لإبرام اتفاقية الحماية
عربي و دوليالآن - كونا يناير 22, 2019, 9:48 ص 418 مشاهدات 0
تحتفل الكويت والمملكة المتحدة غدا الأربعاء بالذكرى ال120 لاتفاقية الحماية البريطانية التي أبرمت في عهد حاكم الكويت الراحل المغفور له الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) الذي أدرك بثاقب بصيرته مع تسارع الأحداث في المنطقة حينها حجم التهديدات على الكويت وسط صراع القوى الإقليمية والدولية.
وتمثلت التهديدات التي دعت الشيخ مبارك الصباح إلى إبرام هذه الاتفاقية عام 1899 وألغيت في 19 يونيو عام 1961 في أطماع الدولة العثمانية ومقاومة محاولاتها المتكررة للهيمنة على المنطقة ودورها في دعم السياسة الألمانية في الشرق الأدنى آنذاك.
وعقب توقيعها اتفاقية الحماية أصبحت الكويت في موقف قوي وظهر ذلك جليا في رفض الشيخ مبارك الكبير التنازل لألمانيا عن أراض كويتية لجعلها نهاية لخط سكة حديد (برلين - بغداد).
وبهذه المناسبة يستعد البلدان الصديقان الكويت والمملكة المتحدة لإقامة احتفالية كبيرة في عاصمتي البلدين حيث من المقرر أن تستضيف لندن احتفالية يشارك فيها كبار المسؤولين البريطانيين والكويتيين في منتصف العام الحالي.
وفي هذا الإطار قال عميد السلك الدبلوماسي سفير الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إن الاحتفالية التي ستقام في لندن لم يتم الاتفاق على تاريخ محدد لها حتى الآن بيد أنه أشار إلى أنها ستكون في منتصف هذا العام.
وأضاف الدويسان أن علاقات البلدين الصديقين تزداد متانة وقوة عاما بعد آخر على الصعد كافة مشيرا إلى أن هناك رغبة مشتركة لدى قيادات البلدين في تعزيزها ونقلها إلى مستويات أرحب لتشمل كل أوجه التعاون.
وأكد أن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للمملكة المتحدة عام 2012 كان لها أكبر الأثر في تعزيز الروابط بين البلدين لاسيما مع تتويج الزيارة التاريخية بإنشاء لجنة التوجيه المشتركة.
وذكر أن هذه اللجنة ساهمت بفاعلية في تحقيق طموحات قيادات البلدين وتطلعات الشعبين في حين توصلت اجتماعات اللجنة في فترة وجيزة إلى اعتماد قرارات مهمة أبرزها النظام الإلكتروني لتأشيرة الدخول الذي سهل سفر المواطنين الكويتيين إلى بريطانيا.
ووصف الدويسان العلاقات الكويتية البريطانية بأنها ذات طابع خاص ترتكز على المصالح المشتركة والاستراتيجية التي تربطهما مشيرا إلى أن أكبر بعثة دبلوماسية كويتية في العالم موجودة في لندن بعدد يصل إلى 44 دبلوماسيا.
وبين من جهة أخرى أن عدد الطلبة الكويتيين الذين يتلقون تعليمهم في المعاهد والجامعات البريطانية يصل إلى نحو 6700 طالب علاوة على مئات الآلاف من الكويتيين الذين يزورون مختلف المدن البريطانية سنويا سواء للسياحة أو العلاج.
وقال إن هذه العلاقة المتميزة التي تعود إلى أكثر من 200 عام توجت بمعاهدة الحماية التي وقعتها الحكومة البريطانية مع حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح عام 1899 وسمحت بتوفير الحماية للكويت من الأطماع الخارجية.
وأوضح السفير الكويتي في هذا الصدد أن العلاقة بين البلدين بعد استقلال الكويت عام 1961 لم يطرأ عليها أي تراجع بل على العكس استمرت في منحى تصاعدي على الصعد كافة.
وذكر أن الكويت واجهت الكثير من التحديات بعد استقلالها وكانت أشدها محنة الغزو العراقي عام 1990 حين تصدت بريطانيا آنذاك برئاسة رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر بقوة للاعتداء الغاشم وطالبت العالم باتخاذ موقف حازم تمثل بتشكيل تحالف عالمي لتحرير الكويت في زمن قياسي لم يتجاوز سبعة أشهر.
وعلى صعيد التعاون الاقتصادي أفاد الدويسان بأن الكويت حظيت بمعاملة استثنائية لم تحظ بها كثير من الدول وذلك عندما تم إنشاء مكتب أول صندوق استثمار عربي في بريطانيا في مطلع خمسينيات القرن الماضي.
وأوضح في هذا الصدد أن مكتب الاستثمار الكويتي كان أول صندوق سيادي يحظى بمعاملة تفضيلية ممثلة بالحصانة السيادية وهي عبارة عن صفة دبلوماسية منحتها الحكومة البريطانية لمكتب الاستثمار إضافة إلى الإعفاء الضريبي والتمتع بالخصوصية في الأعمال.
وأضاف أن هذه المميزات جاءت بعد توقيع الاتفاقية بين المغفور له أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح والحكومة البريطانية في عام 1953.
وأكد أن دور المكتب لم يقتصر على تنمية الاستثمارات في بريطانيا بل ساهم أيضا في تنمية الاقتصاد البريطاني وتعدى ذلك إلى تعميق العلاقات السياسية معتبرا المكتب أحد أهم المراكز الاستثمارية الرائدة في مجال العقار.
من جانبه أعرب سفير المملكة المتحدة لدى الكويت مايكل دافنبورت عن سعادته البالغة باحتفال البلدين الصديقين والشريكين بالذكرى ال120 لمعاهدة الحماية الموقعة عام 1899 تتويجا لعلاقات دبلوماسية يزيد عمرها على مئتي عام.
وقال دافنبورت ل(كونا) إنه "شرف خاص أن يلقي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح غدا كلمة في حفل استقبال ستقيمه وزارة الإعلام بمناسبة هذه الذكرى المهمة للبلدين".
وأضاف أن "معاهدة عام 1899 ساهمت في أخذ العلاقات بين بلدينا إلى مستوى جديد ومهدت الطريق لكي تتطور الكويت بشكل مستقل كدولة خليجية تجارية تستفيد من الدعم والحماية البريطانية".
وأشار إلى أن بريطانيا والكويت وقفتا جنبا إلى جنب في مواجهة التحديات المشتركة منذ أول انتشار خارجي للقوات الجوية الملكية في الكويت عام 1920 وفي عام 1961 لردع التهديدات العراقية إبان الأزمة العراقية الكويتية آنذاك كذلك قبل 28 عاما لتحرير الكويت من العدوان العراقي.
وبين أن التزام بلاده باستقلال وسيادة الكويت ظل ثابتا حتى بعد انتهاء اتفاقية الحماية عام 1961 مضيفا أن "بريطانيا ملتزمة أكثر من أي وقت مضى بالتعاون الأمني والدفاعي مع الكويت لا سيما من خلال توسيع جهودنا المشتركة لمكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن رعايانا".
ولفت دافنبورت إلى أن الزيارة التاريخية التي قام بها سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للمملكة المتحدة عام 2012 كللت بإنشاء مجموعة التوجيه المشتركة كإطار لتعميق وتوسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وذكر أن هذا التطور سمح بارتفاع عدد المبتعثين الكويتيين للدراسة في بريطانيا فيما بلغ حجم الاستثمار الكويتي مستويات قياسية في حين تتخذ التجارة الثنائية منحى تصاعديا ثابتا مؤكدا من جانب آخر أن الكويت شريك مهم لبريطانيا في مجلس الأمن.
تعليقات