#جريدة_الآن - يوسف عبدالرحمن يكتب: ترى "ذباب الوفرة" حلو وزين بس لا تتحرش فيه!
زاوية الكتابيوسف عبد الرحمن يناير 16, 2019, 11 م 642 مشاهدات 0
الأنباء:
في الكويت عندنا (الذباب) زابن (موجود) في الوفرة!
وذبابنا يفوق الميغ الروسية والـ ف 18 الأميركية!
عندما يستهدف (وجهك) يبيلك (كشاشة ذبان) أي الطقاقة البلاستيكية التي يُضرب بها الذباب.. وإذا استهدف (زادك - الويبة) أي طعامك انحاش (اهرب)!
على العموم مساحتي اليوم عن الذباب الإلكتروني!
مسمى جديد بدأ يغزو الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وفي الميديا وفي شبكة الإنترنت.. فما الذباب الإلكتروني؟
في ظل العولمة الجديدة وزمن (الميديا) والتواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية وطغيان هذا الإعلام (المتفلت) تشكلت في الخفاء لجان إلكترونية ومجاميع عنكبوتية عبر مجموعات أو منظمات وحتى دول تعمل على توجيه أو تغيير اتجاه (الرأي العام) حيال قضية أو فكر أو معتقد منافٍ للحقيقي أو معه وهي اليوم أحد أبرز حروب الانترنت.
إنها حرب (التغريدات) جنودها (مجهولون) وأسلحتها (الحواسيب) ومنصاتها التواصل الاجتماعي.
إنها حرب (كسر عظام وحقائق) عناصرها مختفون خلف الأجهزة، مدربون ومبرمجون شرسون ضد الخصوم تحت (حسابات وهمية)!
كلنا يذكر (الثورة السورية) التي استدعت جيشا إلكترونيا محترفا (للدفاع والدفاع المضاد).
وكلنا أيضا يذكر أبطال فلسطين يوم تصدوا لذباب إسرائيل الإلكتروني وبهجمات متنوعة ونوعية منها اختراق هواتف وحسابات لإسكات (مجاهدي غزة) والضفة الأبطال، ورأينا التهديد بالوعيد لإسكات صوت الثورة الفلسطينية.
طنين الذباب يملأ سماءنا وصحارينا وبحارنا وهدفه التشويش على صوت الإنسان.
وهكذا نجح من صنع التويتر والفيس بوك وغيرهما من الوسائل للدفاع عن وجهة نظر معينة أو الهجوم على وجهة نظر أخرى مغايرة وتختلف.
وأيضا يعمل هذا الذباب على قمع (الرأي المخالف) من خلال التعليقات المعارضة ونشر منشورات على (الرأي - أو الجهة) المستهدفة.
ما أكثر (الهاشتاغات) المتضاربة هنا وهناك بكثافة خاصة في الشرق الأوسط.
من يقف وراء الذباب الالكتروني؟
هذا سؤال صعب، فليس هناك جهة واحدة معلومة ودائمة، إذ يتغير من يقف وراء هذه الظاهرة حسب القضية والموقع الجغرافي وعوامل أخرى.
أنا أعرف أن هذا (الملف) ملوث وفيه حقائق وإشاعات وفبركة وتوجيه خفي.
ملايين الدولارات تنفق على هذه (الحرب المجهولة) من أجل الإسكات.
طبعاً يدخل ضمن هذا (الهاكرز) ممن يروّجون ويوجهون (فيروسات) لأجهزة الكمبيوتر وسرقة البيانات أو تدميرها من خلال التسلل إلى داخل هذه الأنظمة الإلكترونية مما يستوجب اليوم تطوير أجهزة المناعة والحماية المضادة.
إنها حرب جديدة من نوع جديد، كنا نحارب الذباب الطبيعي فوصلنا الذباب الإلكتروني الطنان!
٭ ومضة: إنه وباء يجتاح العالم يحتاج إلى حماية وتطعيم لأنه مثل (الطاعون) يدمر المجتمعات.
ولهذا من مواصفات (الإنسان الطنان الإلكتروني) أن يكون مجهولا ولا يحمل أي قيمة لـ (الدين) أو قيمة وطنية، وألا يحمل صفة أخلاقية.
ولهذا في ظل نشر (الأكاذيب) التي تبث (الكراهية) وتستهدف الإنسان والأوطان تم إغلاق كثير من (الحسابات الوهمية) في تويتر.
٭ آخر الكلام: الحمد لله أن الغالبية العظمى تواصل التواصل الاجتماعي (العاقل) وترفض التناحر الاجتماعي.
وقد كثرت قضايا التشهير والسب والابتزاز والقرصنة وانتحال الصفة.
إن العالم الافتراضي اليوم لا يعكس أبدا الصورة الحقيقية لقيم مجتمعنا المتسامح المؤدب الجميل.
وأصبحت هناك ولله الحمد (مجاميع شبابية) ترفض التغريدات المسيئة بمقابل مادي وعلى الدولة بمؤسساتها التنفيذية والرقابية ضبط وتسكير حسابات (التواصل الوهمية) من أشباح الفتن والتخريب والمساس بكرامات الناس!
٭ زبدة الحچي: عقلاء الكويت يرون أن (قانون مكافحة الحسابات الوهمية) في مواقع التواصل الإلكتروني ضرورة حتمية ووطنية يضمن ضوابط استخدام الشبكة العنكبوتية والتعريف بأصحاب هذه الممارسات الخاطئة.
إن تعليق أكثر من 70 مليون حساب إلكتروني حول العالم يوضح حجم المشكلة.
لقد آن الأوان أن تتعاون (دولنا العربية والخليجية) لضبط استخدام (نعمة) الإنترنت.
الكويتيون الأكثر متابعة عربيا وإسلاميا ودوليا لهذا لا تنجح عندنا (الإشاعة) التي يروجها من داخل الكويت أشخاص ينفذون أجندات خارجية.
جميل أن يقوم الشباب بـ (دليت) على كل (طنة ذبابة) هشتاقية تحريضية.
اليوم هناك في الكويت أكثر من 240 موقعا إلكترونيا مرخصا أضف لها (الصحف الكبيرة) اليومية، و70 صحيفة إلكترونية والعقلاء من (شبابنا) الذين نعتقد فيهم (الخير) لدولتهم ومصالح شعبهم قادرون أن يوقفوا كل حالات (الهرج والمرج) والطنين الإلكتروني العابر إلينا للفوضى.
أقول: ترى (ذباب الوفرة) حلو وزين بس لا تتحرش فيه!
ماذا نعمل: إننا نعيش عالم الطفرات الحضارية وتكنولوجيا المعلومات التي تخترقنا على المكشوف.. يا رب سترك دنيا وآخرة، في أمان الله.
تعليقات