خالد أحمد الطراح يكتب : حرّروا الإعلام والثقافة في الكويت
زاوية الكتابكتب الآن - القبس ديسمبر 22, 2018, 11:49 م 611 مشاهدات 0
القبس
ليت وزير الإعلام محمد الجبري يترجم ما ورد في كلمته أثناء افتتاح المؤتمر الـ46 لاتحادات وكالات الأنباء العربية في الكويت عن «أهمية إدراك وسائل الإعلام العربية مسؤولياتها ووعيها بقضايا أوطانها وأمتها.. الخ»، إلى رؤية واضحة مبرمجة، تنتشل الكويت قبل الوطن العربي من تراجع مفزع في حريات الإعلام والتعبير، ليس من باب الاجتهاد أو التفضّل على الشعب الكويتي، وإنما من خلال الاستناد إلى الدستور الكويتي ومذكرته التفسيرية بهذا الشأن تحديداً.
من السهل اجترار الكلمات الرنانة والمصطلحات التي تمكن استعارتها أو الاعتماد على أحد مستشاري الوزير، وهم كُثر، ولهم خبرات سابقة في تصميم ـــــ إن جاز التعبير ــــ لكل وزير الكلمات والقرارات كما ينسجم مع توجهاته، حتى لو كانت متناقضة ومخالفة للواقع وحتى القانون ومتطلبات التطوير والمواءمة مع التحديات التي نواجهها من خلال رقابة تكميم الأفواه وتكسير الأقلام ومحاولات هدم المنارة الثقافية، ممثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
في مناسبة كهذه، وأمام جمهور من الإعلاميين والمثقفين، كان يفترض أن يقوم الوزير، وهو نائب منتخب دخل الحكومة محللا بحسب الدستور، بأن يعرض تجربة الكويت في الإعلام والثقافة وتحديد حجم الريادة والشموخ الذي بلغناه على قمة واحدة، وليس قمما في تحرير الإعلام من اي قيود، والإفراج عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من سياج تبعيته لوزير الاعلام شخصيا، وليس وزارة الاعلام، وما تتعرّض له الثقافة والإعلام بشكل عام من هيمنة، وربما ابتزاز سياسي!
تاريخياً، كان للكويت دور رائد في الثقافة قبل أن يتم قبر منارة الثقافة من دون إدراك ببصيرة لتاريخ الثقافة والعمل السياسي والديموقراطية والحريات الإعلامية التي كانت تخطف بصر أنظمة عربية مستبدة منذ عشرات السنوات، وربما قبل ولادة جيل وزير الإعلام الحالي.
من يتحمّل مسؤولية كل هذا التراجع والتخلّف والهدم؟
بالتأكيد، ليس الوزير بصفته الوزارية، وإنما مَن أفسح المجال وأطلق يد الوزير المحلل ضمن السياسة الحكومية، بينما يستمر سيناريو العبث في انجازات ومكتسبات ثقافية وسياسية.
«دعم جهود التنمية وتشجيع المواطنين على المشاركة فيها»، كما ورد على لسان الوزير، تتطلب ان يؤمن الوزير بمتطلبات المشاركة وتوفير البيئة المناسبة حتى تكون للمواطن مشاركة في التنمية عبر نوافذ لا تغلق بيد وزارة الاعلام ولا بقرارات تهدم المنارة الثقافية الممثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب التي ساهم في بنائها رجالات من روّاد الثقافة في الكويت كعبدالعزيز حسين وأحمد العدواني، رحمهما الله.
الآن، نحن بانتظار تجسيد وزير الاعلام ما ذكره ووعد به البعض ايضا بقرارات تعيد الثقة التي افتقدناها في الميدان الثقافي، وان يتم ايضا تحرير الميدان الاعلامي الى الحد الممكن، فنحن نعلم باستحالة تغيير مضمون قوانين النشر والمطبوع والمرئي والالكتروني، في ظل وجود عدد من نواب حكومة الظل في مجلس الامة، ورغبة حكومية في تقييد الحريات، ولكن من الممكن جدّاً دعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من خلال منحه الاستقلالية ووقف التدخّلات في اعمال المجلس والعبث بتاريخه.
تعليقات