عبدالعزيز الفضلي يكتب عن لصوص الجمعيات التعاونية
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الفضلي ديسمبر 18, 2018, 11:52 م 738 مشاهدات 0
الراي:
من المظاهر التي بدأت تنتشر بين الناس، هي مسألة التساهل في كسب المال من الحرام.
فأصبح العديد من الأشخاص لا يبالي، إن كسب ماله ورزق عياله من الحلال أو الحرام، فالأمر بالنسبة له سيّان.
وصار البعض لا يشعر بوخز الضمير أو تأنيبه بعد كل عملية سرقة أو نصب أو اختلاس أو تلاعب، لأن الضمير قد مات.
من صور هذه التجاوزات والكسب الحرام ما انتشر في وسائل الإعلام من إحالة أشخاص في وزارة الداخلية للمحاكمة بسبب التجاوز والتلاعب في ما عُرِف في قضية «ضيافة الداخلية».
وقد قام البعض منهم بإرجاع الملايين للدولة!
ولحقها موضوع الحكم على أحد المسؤولين الكبار عن جمعية الشرطة واتهامه بالاختلاس.
ومن الكسب الحرام التلاعب الذي يقوم به بعض المواطنين والمواطنات من أجل الحصول على «دعم العمالة»، في الوقت الذي يجلس الكثير منهم في البيت من دون أن يعمل!
ولا يخفى على الناس ما يتم التلاعب به في موضوع «بطاقة عافية»، هذه الخدمة الرائعة والرائدة التي تقدمها الدولة للمتقاعدين، ولكن بسبب الجشع نرى التلاعب في سرقة أموال الدولة وبالتنسيق مع بعض المستشفيات!
لقد كشفت الأمطار الأخيرة فضائح مناقصات مشاريع الطرق، ولو أن أموال هذه المناقصات صرفت بالطريقة الصحيحة ولم يتم التلاعب بها، لما شاهدنا انسداد مجاري المياه، أو تطاير الحصى في الشوارع.
هناك استياء كبير عند الكثير من المراجعين من تمادي بعض المسؤولين والموظفين في تعطيل إنجاز المعاملات، إلا بعد دفع الرشوة.
وللأسف أن هذه الظاهرة السيئة بدأت تنتشر من وزارة إلى أخرى، وقد تناسى هؤلاء أن رسول الله عليه الصلاة والسلام لعن الراشي والمرتشي والوسيط الذي بينهما!
قبل فترة ظهرت لدينا فضيحة الشهادات المزورة، والتي استطاع المزوّرون من خلالها الحصول على وظائف ذات رواتب عالية، وحصلوا على ترقيات لا يستحقونها!
تجاوزات الجمعيات التعاونية، وكما يقول إخواننا المصريين أصبحت «فضيحة بجلاجل»، فالثراء الفاحش السريع الذي يبدو على بعض الأعضاء بعد انتخابه أصبح أمراً مكشوفاً، والبعض - بكل بجاحة - يترجّى المقربين منه لدعمه في انتخابات الجمعية لأن لديه ديوناً يريد سدادها!
ودليل صدق ادعائنا هو عشرات القضايا التي رفعتها وكسبتها وزارة الشؤون، ضد بعض مجالس إدارات الجمعيات التعاونية، بسبب الاختلاسات وإهدار أموال المساهمين.
لو أردت تعداد مظاهر السرقات والتجاوزات على المال العام لربما احتجت إلى صفحة كاملة.
أقول لكل من يفرح بالمال الحرام، إن هذه السعادة قصيرة وفانية، وسيعقبها ندم طويل عند الوقوف بين يدي الله يوم القيامة، حين يُسأل العبد عن ماله: من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟
على الدولة أن تلاحق وتعاقب كل متعدٍ على المال العام، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
ثبت في الحديث الصحيح: «كلّ جسد نبت من سُحْت (أي حرام) فالنار أولى به».
تعليقات