صباح السلام والإنسانية .. يزرع الأمل

محليات وبرلمان

في الكلمة التاريخية لسمو الأمير

كتب زايد الزيد 1419 مشاهدات 0


رأينا

كلمة أقل ما يقال عنها أنها كانت تاريخية ، ألقاها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في افتتاح قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية الـ٣٩ ، وضع فيها نقاط الحق على حروف الواقع فيما يخص أزمات المنطقة الملتهبة ، وعلى رأسها الأزمة الخليجية والحرب في اليمن ومأساة سوريا والعملية السياسية في العراق، وواضعاً نهجاً خليجياً جديداً في التعامل مع الأزمات المحيطة بدول مجلس التعاون .

في المجمل فإن كلمة صاحب السمو طمأنت الخليجيين إلى استمرار بقاء العمل داخل إطار منظومة مجلس التعاون الخليجي ، وتأكيد تقدير القادة الخليجيين لوجود هذه المنظومة ، وعدم رغبتهم في التفريط بها رغم الخلافات، لأنها صمام أمن سياسي واقتصادي واجتماعي لهم ولشعوبهم.

كما أن الكلمة برهنت مرة أخرى على الطابع الدبلوماسي الذي تتمتع به القيادة السياسية وتعاملها مع الأزمات المحيطة بنا في المنطقة بحذر وروية، مما يعطي بعداً آخر للكويت كدولة محايدة تسعى للاستقرار في المنطقة وتتجنب الدخول في معارك عبثية ومضرة، كما أنه يجعل من العاصمة الكويت، عاصمة السلام العربي بلا منازع .


وفي بداية الكلمة أشار سمو الأمير إلى أن عقد الجلسة في موعدها المحدد سلفاً رغم الخلافات الخليجية يأتي بسبب إدراك القادة الخليجيين لضرورة استمرارية آلية العمل في مجلس التعاون، كما أنه يأتي تقديراً للإنجازات الخليجية التي تحققت منذ نشأة المجلس عام ١٩٨١ والتي كان سمو الأمير شاهداً عليها بنفسه بل ومشرفاً على آلياتها من منطلق عمله كدبلوماسي مخضرم.

وأشار سمو الأمير إلى نقطة مهمة وهي عقد بعض الاجتماعات لبعض اللجان الوزارية في منظومة مجلس التعاون الخليجي على مدى العام الماضي رغم الخلافات الخليجية البارزة ، وهي نقطة جوهرية في مسيرة إنعاش هذه المنظومة حيث قاد مسألة حلحلة الخلافات بنفسه ، حاملاً ملفها في العديد من رحلاته المكوكية للدول المعنية ، لم يمنعه من ذلك سن أو وعكات صحية عابرة ، قاد ملف الأزمة الأخيرة بحكم خبرته السياسية وقدرته على التعامل مع المواقف المعقدة والصعبة، وحصوله على تفويض من كافة القوى الدولية بتولي ملف الوساطة.

لكن أهم ما جاء في خطاب صاحب السمو هو طلبه من كافة الأطراف الخليجية وقف الحملات الإعلامية التي قال عنها سموه انها " بلغت حدودا مست قيمنا ومبادئنا وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا وستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شيدناه" وتأكيده مرة أخرى على أن وقف الحملات الإعلامية الشرسة بين الدول المتنازعة على قنواتها وصحفها وبقية وسائل إعلامه " ستكون مدعاة ومقدمة لنا جميعا لتهيئة الأجواء التي ستقود حتما إلى تعزيز الفرص بقدرتنا على احتواء أبعاد مما نعانيه اليوم من خلاف".

هذا الطلب يأتي من حرص سمو الأمير على عدم قطع ما تبقى من جسور بين الدول الخليجية المتنازعة .

كما طالب سمو الأمير بإنهاء الصراع في اليمن وأعلن دعمه للمشاورات السياسية القائمة في السويد بين الحكومة اليمنية الشرعية والميلشيات الحوثية، وأكد أيضاً على ضرورة وجود حل سياسي في سوريا لإنهاء المأساة الإنسانية الحاصلة فيها، على أن يكون هذا الحل قائماً على قرارات الشرعية الدولية.

وأكد سمو الأمير في كلمته أن تعامل دول الخليج العربي مع إيران يكون على مبادئ أقرها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها "عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول والالتزام بقواعد حسن الجوار" مرسلاً بذلك رسالة دبلوماسية واضحة – جرياً على عادته – إلى النظام الإيراني مطالباً إياه بكف يده عن العبث في المنطقة.

زايد الزيد

تعليقات

اكتب تعليقك