زايد الزيد يكتب " الفضالة يواصل الإساءة لكويت الانسانية"
زاوية الكتابزايد الزيد
لم يقدم رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية صالح الفضالة أي اعتذار عن حالة الإرتباك الجماعي التي تسبب بها في الكويت بعد اتهامه لشاب بدون بريء اشتكى له من الظلم الذي وقع عليه عبر رسائل أرسلها بأنه كان يخطط لاغتياله بالتواصل مع تنظيم داعش!
ولم يكتف رئيس الجهاز الذي جاء لحل مشكلة البدون فزاد الطين بلة مع الأسف، لم يكتف بعدم الاعتذار أو حتى السكوت ، بل راحت الصحف والحسابات الإخبارية المؤيدة له تتبجح وتقول أن الشاب محمد العنزي لا يزال متهماً بقضية التواصل مع تنظيم داعش الإرهابي وأنه اعترف بكل التهم الموجهة له وكأن ترويج هذه الحكاية الفاشلة فيه اتهام ضمني للنيابة العامة بأنها لا تهتم بأمن البلاد وأفرجت عن متهم خطير بالإرهاب ، وهذه اساءة للكويت كبلد ينظر له بالخارج على أنه بلد الانسانية .
لكن الحقيقة النهائية في "المسرحية الهزلية" التي شغلت الرأي العام الكويتي ظهرت في الأخير عبر إعلان الدكتور خالد الكفيفة محامي المتهم باغتيال الفضالة قرار النيابة العامة حفظ القضية وإلغاء رقم الجناية وقيد الأوراق في دفتر الشكاوى وحفظها إدارياً، أي إسدال الستار على هذه المسرحية نهائياً.
وفي نفس السياق، لابد لنا أن نشيد بوقفة النشطاء السياسيين وبعض نواب مجلس الأمة الذين تسابقوا لإدانة إلصاق التهم الزائفة بحق الأبرياء، ولا ننسى أن نشيد أيضاً ببعض السياسيين الذين كانوا من المؤيدين لصالح الفضالة في تعامله مع قضية البدون، لكنهم وقفوا هذه المرة وقفة حازمة أمام تصرفات جهازه الأخيرة بعد هذه القضية.
هذه الوقفة وغيرها من الوقفات الأخرى في القضايا المرتبطة بالدفاع عن الحريات ونصرة المظلوم داخل الكويت وخارجها هي ما يجعل المجتمعات تتطور وتتبنى الحوار كآلية وحيدة ومثلى للتفاهم، وبذلك تتبين لنا قيمة "الديموقراطية" كسلاح لوحدة الشعوب لا لتفتيتها كما يزعم البعض .
تعليقات