البغلي ينتقد تحدي مسلم البراك لقرار وزارة الداخلية بعدم اقامة ندوات انتخابية بعد الساعة 11 مساء!

جرة قلم 
ما هكذا تورد الإبل يا مسَلَّم! 

 
المرشح مسلم البراك هو نقابي وبرلماني مخضرم، صحيح انه اشتهر بعلو الصوت، وبالحديث والصراخ خارج المايكروفون في جلسات المجلس، ولكنه يظل رمزا من مظاهر الديموقراطية الكويتية، اختلفت او اتفقت معه.. ونقاط اختلافنا مع مسلم البراك كثيرة، ولكننا لا نشكك بوطنيته وولائه للوطن واحترامه للدستور والقانون.. ابدينا اعجابنا بتحرك مسلم السلمي للضغط بالافراج عن ابن قبيلته المرشح ضيف الله بورمية الذي كان محتجزا قيد التحقيق لدى امن الدولة، حيث افترش مسلم البساط واشعل الشموع في تظاهرة حضارية قلنا انها تغيير نوعي في سلوك المرشح النقابي السابق، الذي تعودنا منه ان يغلف مطالباته دائما بعلو الصوت والصراخ! ولكن المرشح البراك، وللاسف، خيب ظننا فيه في ندوته الانتخابية الاخيرة باصراره وتحديه لقرارات وزارة الداخلية بعدم اقامة ندوات انتخابية بعد الساعة 11 مساء، وهو قرار حضاري، ذلك ان المرشح لديه ساعات طوال للترويج لنفسه، والساعة 11 مساء هي وقت الراحة والهجوع، وحيث ان المقرات الانتخابية تقع بين المنازل السكنية، وبالتالي لا يجوز ازعاج العائلات بالمايكروفونات والازدحام.. وزارة الداخلية لم تلزم المرشحين بغلق مقراتهم الساعة 11، ولكنها طلبت منهم مجرد ان «يكرمونا بسكوتهم»، وهو امر مبرر ومفهوم.. ما هو غير المبرر وغير المفهوم تحدي المرشح مسلم البراك لهذا الامر امام ناخبيه، وهو امر غير جائز قولا واحدا.
فالمرشح يجب ان يكون قدوة لناخبيه لا محرضا لهم في انتهاك القوانين المرعية.. ونقول لمسلم البراك من واقع حرصنا على مسيرته البرلمانية، ان تحدي القانون لا يجدي نفعا، وكان غيرك اشطر واعتى واقوى، انظر الى صدام حسين عندما تحدى القوانين والقرارات الدولية، ليخرج بعدها من جحر كالفأر من تحت الارض.. انظر الى عمر البشير الرئيس السوداني الذي قال ان قرار مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية تحت جزمتي او حذائي، ليشاهد امس الاول في احد المطارات الاثيوبية زائغ البصر والبصيرة اصفر الوجه عندما تأخرت طائرته عن الاقلاع وبجوارها طائرة خاصة اميركية، ظن البشير ان من فيها سيلقي القبض عليه لسوقه الى المحكمة الدولية.. فمن تواضع لله يا مسلم رفعه، وما هكذا تورد الابل، وليس من المشرف ان تعود لكرسي مجلس الامة مستندا الى رفع وتطبيق شعار عدم احترام القوانين والدوس عليها!!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

علي أحمد البغلي