مَنْ يحمي شبابنا من الغلو؟ - يتساءل عبدالرحمن الجيران
زاوية الكتابكتب عبدالرحمن الجيران نوفمبر 2, 2018, 10:56 م 1106 مشاهدات 0
الراي:
هذه بعض الإشارات لقواعد وضوابط الاختلاف في الشريعة، سألقي حولها بعض الضوء لأهميتها وعظيم أثرها في أخلاق الشباب المتحمس اليوم.
متى يرفع اللوم عن المخالف؟
يرفع اللوم عن المخالف بثلاثة أمور:
1 - أن تقع المخالفة في خفي الأمور ودقيقها.
2 - أن يكون بعد اجتهاد استفرغ وسعه في طلب الحق.
3 - أن يكون له من الصواب والاتباع ما يغمر ذلك، ويكون الحق واتباعه له سجية بمعنى أننا ننظر في تاريخ هذا الإنسان وماذا يغلب عليه.
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: «فقد اعذر النبي صلى الله عليه وسلم غير المكلَّف من الدواب باستصحاب الأصل، بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم نظر إلى سابق تاريخها في المسير»، وذلك حينما امتنعت القصواء - وهي ناقة النبي صلى الله عليه وسلم - عن المسير يوم الحديبية فقال الصحابة رضي الله عنهم: خلأت القصواء أي حرنت عن المسير ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى سابق تاريخها.
وقال السبكي رحمه الله: «إذا كان الرجل ثقة مشهوداً له بالإيمان والاستقامة، فلا ينبغي أن يحمل كلامه وألفاظ كتاباته على غير ما تُعُوِّد منه ومن أمثاله، بل ينبغي التأويل الصالح، وحسن الظن الواجب به وبأمثاله».
لا يتبع العالم في زلته مع معرفة فضله، وعدم إهدار علمه:
ومن هنا نعلم شدة تحذير السلف من زلة العالم لما يترتب عليها من آثار كثيرة يصعب إزالتها، خصوصاً إذا شاع القول وسارت به الركبان.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ويل للأتباع من عثرات العالم؟ قالوا كيف ذاك؟ قال: يقول العالم شيئاً برأيه ثم يجد من هو أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم منه فيترك قوله ثم يمضي الأتباع.
ويقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: إياكم وزيغة الحكيم؟ قالوا: وكيف زيغة الحكيم ؟ قال: هي كلمة تروعكم وتفكرونها وتقولون ما هذه فاحذروا زيغته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وليس لأحد أن يتبع زلات العلماء، كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان، إلا بما هم له أهل فإن الله تعالى عفا للمؤمنين عما أخطأوا كما قال تعالى: «رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا»، قال الله قد فعلت وأمرنا أن نتبع ما أنزل إلينا من ربنا ولا نتبع من دونه أولياء، وأمرنا ألّا نطيع مخلوقاً في معصية الخالق وهذا أمر واجب على المسلمين في كل ما كان يشبه هذا من الأمور، ونعظم أمر الله تعالى بالطاعة لله ورسوله، ونرعى حقوق المسلمين، لا سيما أهل العلم والملوك والأمراء الصالحين منهم كما أمر الله ورسوله.
ومن عدل عن هذه الطريق، فقد عدل عن اتباع الحجة إلى التقليد واتباع الهوى، وآذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فهو من الظالمين، ومن عظم حرمات الله وأحسن إلى عباد الله كان من أولياء الله المتقين.
وهذا من تمام النصح لأئمة المسلمين، وعامتهم وبهذا الطريق يمكن تحصين الشباب من الغلو والتطرف.
تعليقات