في العمل السياسي تكون لغة الإنجاز أبلغ دعاية إعلامية للحكومات والمسؤولين التي تنال من خلالها الثقة شعبياً وكذلك لغة الأرقام فهي لا تكذب - محمد الجنفاوي يكتب: الكويت إداريا وإعلاميا

زاوية الكتاب

كتب محمد الجنفاوي 966 مشاهدات 0


الجريدة:

تمتلك الكويت مقومات كبيرة، منها المكون الطبيعي كالموقع الاستراتيجي في معبر طريق الحرير القديم وفِي عمق الخليج، ومنها الإرث التجاري القديم الذي وصلت سفنه إلى قارات كبيرة، لا لنقل البضائع فقط بل لنشر ثقافة التسامح، وهي أساس بناء أي مجتمع مدني.

وإلى جانب تلك المقومات، فإن محاربة الفساد تعطي ثقة للمواطن بدولته وإدارته، كما تعطي للمستثمر الثقة بالاستثمار، الذي تسعى الدول الصناعية إلى استقطابه، ناهيك عن الدول الناشئة، أو التي تسعى إلى تغيير مصدر الدخل الوحيد والقابل لاكتشاف مصدر آخر أو حتى نضوبه!

والرسالة الأهم هنا اختيار البرنامج وثقة التطبيق لا الأفراد والشعارات، ففي العمل السياسي تكون لغة الإنجاز أبلغ دعاية إعلامية للحكومات والمسؤولين التي تنال من خلالها الثقة شعبياً، وكذلك لغة الأرقام فهي لا تكذب، وبما أن العمل متشعب وفيه تباين للمصالح والنفوذ، فإن إدارة العمل تحتاج إلى خطة ثابتة وخطط بديلة لمواجهة أي عوائق أو مشاكل أو حتى أزمات، وهذا طبيعي، لكن غير الطبيعي وغير المنطقي أن يكون التشكيل الحكومي مبنياً على المحاصصة لا المنهجية أو العلمية أو على أساس تجارب ناجحة.

النتيجة طبعاً ستكون مزيدا من التعقيد والتراجع والانشغال بالمزايدات والمشاحنات وغياب فكرة العمل والإنجاز، فمتى تأتي حكومة قوية لديها برنامج يغير الواقع السيئ لا الوجوه والأفراد؟ ومع أن بعض الوزراء يستحق الإشادة لكن القضية تتطلب تغيير نهج وفكر يُبنى على أسس علمية.

ولا بد من التأكيد على ثلاثة أسس: تعزيز الديمقراطية ودعم دولة القانون والمواطنة، والاهتمام بالتعليم وتغيير المناهج لتناسب العصر والانفتاح العلمي ودعم البحث، وأخيراً تعزيز لغة ربط المصالح مع الدول المتقدمة وتعزيز لغة الاستثمار والاقتصاد وتخفيف تغول السياسة. 

ولعلنا نستفيد هنا من بعض السياسات الإدارية، فلا يوجد تطابق كلي بين الدول، بل هناك إدارة وفكر وبرامج قابلة للتطبيق، وأهمها تخفيف الترهل الحكومي، ففي النهاية هناك أداء، إما ناجح أو فاشل، وهذا الأخير يضيع الفرصة تلو الأخرى.

وإن النوايا الطيبة والبحث عن الحماية بالمحاصصة لا تنفع معهما أرقام التراجع في عدة نواح، ففي هذه الظروف الصعبة إقليميا وعالميا تبرز عدة فرص سياسية واقتصادية وحتى تحالفات جديدة، فهل تضيع هذه الفرص النادرة كسابقاتها؟

الأجهزة الإعلامية الحرة تعكس التنوع وتعزز لغة الحوار والانفتاح الفكري بعيدا عن محسوبية الإعلام الرسمي المكبل بالضغط السياسي من جهة، وتدخلات من ليست لهم أي علاقة بتنمية المواطن والوطن من جهة أخرى، بل إن ما يقومون به هو لمكتسبات انتخابية خاصة تعزز الفساد الإداري وسياسة «البراشوت»! 

* «الرأي الحر هو الجزء الأفضل من الشجاعة». (مثل إنكليزي)


تعليقات

اكتب تعليقك