أثبت الإخوان المسلمون فشلهم في العمل السياسي ويتعين عليهم التفرغ للعمل الوعظي «الدعوي» وترك العمل السياسي لأهل السياسة - برأي صالح الشايجي

الأنباء:

«لقد أثبت الإخوان المسلمون فشلهم في العمل السياسي، ويتعين عليهم التفرغ للعمل الوعظي «الدعوي» وترك العمل السياسي لأهل السياسة.

ولقد ارتكب الإخوان خطأين قاتلين يدللان على جهلهم بالعمل السياسي، الأول: بتأييدهم لصدام حسين في احتلال الكويت، وبذلك خسروا حليفا كبيرا لهم وهو المملكة العربية السعودية. والخطأ الثاني: في مصر حيث تسببوا بتسلطهم وقراراتهم الكارثية برفض الشعب لهم واضطرار العسكر لإقصائهم».

هذا ما قاله جمال خاشقجي من على قناة الجزيرة قبل أيام من اختفائه.

وهو سبب كاف لجماعة الإخوان المسلمين للتخلص منه.

قد يقول قائل إن هناك كثيرين كانوا من قلب الجماعة وخرجوا منها وألفوا الكتب في فضحها وكشف أسرارها ولم تفكر الجماعة في تصفيتهم.

وقد يطرحون اسم القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي الذي كان في الصف الأول من الجماعة وانشق عنها بعد ذلك وألف كتابين يعتبران مرجعين في فهم جماعة الإخوان المسلمين وفضح أسرارهم وكشف خباياهم، ورغم ذلك لم تتم تصفيته.

وفضلا عن ذلك فهو كثير الظهور على الفضائيات لمحاججة الإخوان وفضحهم، وهو الخبير العليم بهم وبأسرارهم وكيفية تفكيرهم، وغيره كثيرون، فلماذا جمال خاشقجي بالذات وهو الذي لم يقل عن الجماعة ما قاله الآخرون في فضحها وهتك سترها؟

وللرد على هذه التساؤلات المشروعة أقول، بالنسبة للخرباوي لو أقدموا على تصفيته فسوف يفضحون لأنه ليس لأحد من مصلحة بالتخلص منه سواهم، لذلك كظموا غيظهم وصمتوا. أما بالنسبة لخاشقجي فالظرف يختلف لأنهم كانوا يعولون عليه ويدخرونه لحروب قادمة فلما عابهم علانية وكشف عجزهم، قرروا التخلص منه من البداية كي لا يتمادى في فضحهم، وبالتالي يصبح أمر التخلص منه صعبا كونهم المستفيد الوحيد من التخلص منه كحالة الخرباوي.

وأيضا الظروف اللوجستية تسمح بسهولة التخلص من خاشقجي كونه في الأراضي التركية الخاضعة للإخوان المسلمين وبالتالي سيتساهل الأمن التركي بكشف الفاعل. وعامل مهم آخر يدعوهم للإقدام على تصفيته وهو أنهم لا يريدون له أن ينضم إلى المشروع السعودي الجديد، كونه عنصرا فاعلا وإيجابيا.

والقاعدة الجنائية الثابتة تقول: ابحث عن المستفيد، فمن المستفيد من التخلص من جمال خاشقجي؟!