الوضع المحلي والإقليمي والأحداث السياسية العالمية لا يحتمل أدنى درجات الغشمرة - برأي ذعار الرشيدي

زاوية الكتاب

كتب ذعار الرشيدي 839 مشاهدات 0


الوضع المحـــلي بانتظار استحقاقات سياسية ستنتهي في مدة اقصاها الأشهر الثلاثة، وسيناريوهات تلك الاستحقاقات التي ستنتج عن عدد من الأحداث البسيطة ستكون في دائرة المسيطر عليه والمتوقع وليس من شيء مخيف حولها، ولكن الوضع الإقليمي خاصة، والأحداث السياسية العالمية المحيطة بنا لا تحتمل أدنى درجات «الغشمرة» التي نمارسها عادة، والالتفاف حول القيادة السياسية خاصة فيما يتعلق بالقرارات الخارجية يقترب من درجة «فرض العين».

> > >

نعم، نختلف داخليا ونتخالف فيما يتعلق بالشأن الداخلي وهذا امر طبيعي جدا بل لن يتوقف، ولكن خارجيا اعتقد ان الأمر لا يحتمل الخلاف او حتى الاختلاف، فالوضع اقليميا على كافة الاصعدة غير مطمئن، نحن بخير والأمور طيبة، ولكن هذا لا يعني ان ندخل «حابل» شأننا الداخلي بـ«نابل» الشؤون الخارجية لبلدنا مع بلدان أخرى، لأن ذلك من شأنه خلط الأوراق بين الشأنين ما يضر بالنهاية ببلدنا، وأعتقد ان الساسة يعون هذا الأمر جيدا ويقدرون تأثيراته.

> > >

نعم، هناك من يحاول أن يفتح «سكة» بين شأننا الداخلي وصراعنا السياسي الخاص وبين المتغيرات الإقليمية لإثبات وجهة نظره في اي قضية داخلية، وهذا للأسف حتى ولو كانت نيته حسنة إلا أنه يرتكب جرما في جرنا او جر صراعنا الداخلي الطبيعي ليعطيه ابعادا لا تحتمله ولا يحتملها، وهم كثر للأسف ويتعاطون من واقع عملهم على عكس ما يحدث إقليميا على واقعنا المحلي او إسقاط ما يحدث إقليميا على الداخل في بلدنا، وفي الطريقتين هم مخطئون بل انهم للأسف يرتكبون كارثة في خلط الأوراق لمصالحهم او مصالح من يعملون لديه أو مصالح أجنداتهم.

> > >

من حسن الحظ ان هؤلاء الآن - وبسبب نسبة الوعي لدى المتلقين - مكشوفون ومعروفون وواضحون، ويتقلصون حجما وعددا يوما بعد الآخر، ولكن هذا لا يمنع من تناولهم بهذا المقال رغم انني وكما أسلفت اغلبهم يتصرف بهذه الطريقة بحسن نية لا بسوء نية، غير أن هذا لا يمنع ان يكونوا كالدب الذي قتل صاحبه ليحميه من ذبابة.

> > >

بعضهم مـــمن أتحدث عنهم ممن يسقط «الداخلي» على «الخارجي» في تناول القضايا السياسية المحلية والعكس، يتحدث بغير علم فيما يقول، فيكون كالذي أراد ان يطفئ النار بسكب البنزين عليها، نيته سليمة وطيبة ولكن تصرفه احمق بل تصرفه كارثي.

> > >

لا أتحدث هنا عن المدفوعين بأجر فهم مكشوفون، انا اتحدث عن اصحاب النوايا الحسنة من بعض المغردين والساسة والإعلاميين ممن يخلط مشاكلنا الداخلية بالخارجية، والذي اعتقد من الواجب التوضيح لهم انهم يسيرون في سكة تضر بالبلد مع الأخذ بالاعتبار حسن نواياهم غالبا.

تعليقات

اكتب تعليقك