الكويتي ليس أحق من الوافد! - يكتب عبدالعزيز الكندري
زاوية الكتابكتب أكتوبر 3, 2018, 11:42 م 1440 مشاهدات 0
الراي
كنت في زيارة إلى أحد الأصدقاء من إخواننا الوافدين الذي لا يعرف من بلده إلا اسمه، وذلك لأنه تربى وعاش في هذا البلد الطيب، وأكل من خيرات الكويت، ولكنه بدأ يشتكي بأن الناس لم ترجع مثل ما كانت في السابق، يغلب عليها الشراسة وعدم التسامح والتطاول على الوافدين.
ومن يشاهد وسائل التواصل الاجتماعي، يقرأ كيف أن هذه القضية في غاية الحساسية يتم التعامل معها بهذه الطريقة السطحية ووفق ردات الأفعال، والنتيجة حالة من التخبط، بل وأصبحت شماعة في هذه الأيام، وكأننا تفوقنا ونجحنا في كل المستويات ولَم يبق أمامنا سوى قضية الوافدين.
ومن نافلة القول ألّا نغفل دور الوافدين ومساهمتهم في بناء الوطن وإخلاصهم في تنمية الاعمال التي توكل إليهم، خصوصاً في بداياته عندما احتاج إلى الكوادر في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والفنية، وهم الذين سدوا هذه الفجوة الكبيرة ودربوا الشباب من أبناء الكويت ليكملوا مسيرة البناء التي أسسها الآباء والأجداد.
الوافدون أتوا عن طريق تسهيل مواطن كويتي أو الوزارات والمؤسسات، بعضهم وفق حاجة العمل مثل المعلمين والأطباء، وآخرون أتوا عن طريق تجار إقامات... ويجب التفريق بين الاثنين ومحاسبة الثاني، وإذا كان هناك خلل في التركيبة السكانية وهذا معروف لدى الجميع، ولكن يجب وضع حلول وفق أرقام وإحصائيات واضحة ومن دون مجاملة، بحيث تتم مكافأة الوافد المخلص المتفاني، أما المهمل الكسول صاحب المشاكل يجب أن يستغنى عنه لأن ضرره أكبر من نفعه وفق إجراءات واضحة من دون تمييز.
عندما ندير شركاتنا وأموالنا الخاصة نبحث عن أفضل الكفاءات من دون النظر للجنسية، وإنما المعيار للكفاءة لأنها أموالنا الخاصة ونحرص على تنميتها ونموها، فمؤسف ألا أهتم وأحافظ على أموال البلد، ومن يلاحظ الشركات الكبيرة والعائلية والخاصة، غالبية الموظفين الكبار هم من إخواننا الوافدين.
نشاهد دول العالم المتقدمة كيف تنصف الوافدين، فبعضهم أصبح رئيس جمهورية وآخرون أعضاء في المجالس والبرلمانات، وهذه الدول تسعى لجلب الكفاءات بغض النظر عن الجنسية، حتى يبدعوا في العمل من أجل الوطن.
يجب أن نترك النظرة الدونية للآخرين، لأن الدنيا دوارة، والحياة «سلف ودين» كما يقولون، ويجب أن نحمد الله على نعمة النفط الذي غيّر من حال أهل الكويت والخليج، وهذه الطفرة تحتاج إلى شكر لله والتواضع للآخرين.
تعليقات