حجم تأثيرات البلدان لا يقاس بمساحاتها الجغرافية بوجهة نظر ذعار الرشيدي
زاوية الكتابذعار الرشيدي أكتوبر 3, 2018, 12:16 ص 891 مشاهدات 0
عندما نتهم سياسيا بالاتهامات الباطلة التي تعيب على بلدنا «مساحته الصغيرة» فعادة ما نرد - وهو الأمر الحقيقي - بأن حجم تأثيرات البلدان لا يقاس بمساحاتها الجغرافية وندلل بشكل حقيقي ومنطقي بما نقوله على كثير من القياسات التاريخية لدول صغيرة الحجم جغرافيا كانت تدير قارات بأكملها، وهذا هو المنطق والحقيقي، فلسنا جمهورية موز ولا بلدا طارئا او هامشيا وكنا كذلك وسنظل كذلك.
> > >
القياس ذاته يقول ان الزيارات الرسمية بين البلدان لا يقاس بالمدد الزمنية للزيارة، فكم من وفد رسمي زار بلادنا وقضى يومين وثلاثة وكانت نتائج الزيارة اقل بكثير من المأمول او لم تكن اصلا ذات نتيجة، وكانت زيارة شكلية رغم طول مدة الإقامة، وكم من زيارة رسمية لا تتجاوز الساعات كان حجم نتائجها مصيريا وحاسما ونافعا لكل الأطراف، وفي ذلك دليل على زيارات كثير من هذا النوع شهدناها.
> > >
ومن هذا القياس نأخذ زيارة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للبلاد الذي حل ضيفا على صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد والتي استغرقت زهاء نصف اليوم، وكان قصر مدة الزيارة الرسمية بابا لمن لا يفقه بأدنى أبجديات السياسة لأن يؤلف من رأسه ما لم يحدث، وهذا الباب الذي دفع وزارة الخارجية للرد في بيان شامل وواضح لها عما تم تداوله من معلومات مغلوطة بل وغير صحيحة عن نتائج زيارة بهذا الحجم وهذا التوقيت الحيوي والحاسم.
> > >
والصحيح والبديهي ان الزيارة بحجمها الذي تمت به وتوقيتها لمن يفهم ابجديات السياسة نجاح بحد ذاته قبل او دون الخوض في تفاصيل نتائجها، وكما قلت انعقادها بحد ذاته يعد نجاحا كبيرا، وهو رقم يعجز الاقزام مدعو الفهم السياسي عن استيعابه او فهمه كما هو في العلاقات بين الدول.
> > >
فالزيارة في ابسط حالاتها نجاح سياسي لكلا البلدين ولكل بلدان المنطقة بالمجمل، بل وباب واسع لنجاحات أخرى، وتفاصيل النتائج لمثل تلك الزيارات لا تعلن او تتحقق فورا، بل تأخذ وقتا وهو ما يجب ان نراهن عليه وننتظره بشيء من الروية، وهذا هو المنطق فليست هناك علاجات سحرية في التعاطي السياسي.
> > >
زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للبلاد زيارة خاصة جدا وفي وقت أكثر خصوصية ولا يمكن اعتبارها إلا انها ناجحة، بل ان إقامتها نجاح بحد ذاته، وسنرى خلال الأيام المقبلة نتائجها تتحقق لما فيه مصلحة البلدين خصوصا وللمنطقة ككل عموما.
> > >
الزيارة ناجحة جدا، وقصرها او طولها ليس مجالا للنقاش او الجدل الا لمن كان يريد ان «يؤلف من رأسه»، عدا ذلك لا يمكن القول الا ان أول نجاحات هذه الزيارة هو حدوثها، وبالتالي فإن الإقرار بنجاح الزيارة هو المنطق، وأكرر الزيارة ناجحة بل وناجحة جدا، وستكون مفصلية لما هو لاحق مما سينتج عنه من قرارات سياسية، ستكون من صالح جميع بلدان المنطقة.
> > >
ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حل ضيفا عزيزا على والدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الشيخ نواف الأحمد وعلى عموم الشعب الكويتي، ولا يمكن الا أن نأمل خيرا ونتأمل الأجمل غدا، أما من أراد بناء فرضيات وهمية من رأيه قياسا على وقت او صورة فليس بأكثر من واهم اصطاد في الماء الأكثر صفاء بين بلدين يجمعهما المصير المشترك قبل كل شيء.
تعليقات