ما يحدث اليوم بقصد أو دون قصد هو عملية تفليس لموارد الدولة ولمداخيلها.. بوجهة نظر محمد المطني

زاوية الكتاب

كتب محمد المطني 3111 مشاهدات 0

صورة ارشيفية

النهار

نقش-التدمير الذاتي

محمد المطني


بدأت أؤمن بنظرية المؤامرة ونظرية الهاء واشغال المجتمع بقضايا جانبية ولا أستطيع القول إنها تافهة لكي لا أسطو على حق الناس باهتماماتهم الخاصة ولكن ما يحدث من اشغال للناس عن مستقبلهم ومعيشتهم وعن تفاصيل ادارة شؤونهم بأمور لا يمكن أن تكون ذات أولوية أمر يجب التنبيه عليه.

قد لا تكون عملية الالهاء مخطط لها لكنها تتشكل وتصبح حقيقة مع كثافة الأخبار والأحداث وتركيز المجتمع ووسائل الاعلام فيه على قضايا معينة بينما تمر باقي القضايا بسلام اما لضعف التركيز عليها أو لعدم وجود جمهور مهتم بها وهنا يأتي دور السياسيين والتيارات في خلق حيز من الاهتمام بقضايا مصيرية والعمل على نشرها وتشكيل مجاميع ضغط شعبية تراقب وتحرك القضايا المهمة.

بدل أن ينشغل النواب مثلا بقضية التماثيل وايقاف والسماح ببيعها هلا تحركوا واهتموا مثلاً بعملية الافشال المبرمجة لمشاريع وشركات الحكومة مثل شركة النقل العام وشركة أرض المعارض، لم أجد الى اليوم من يتحرك من النواب للتصدي لما يحدث اما بتشريع أو محاسبة ولا يوجد من يثير هذه القضايا ويسلط عليها الضوء رغم كلفتها وخطر استمرارها بالتراجع دون حلول ووقفة.

هل يعلم النواب والتيارات السياسية عن توجه الحكومة وخطتها حيال شركة النقل العام الذي اكتشفنا فجأة خلو الشارع من باصاتها وخسارتها وبيعها لأصولها وهي الشركة التي من المستحيل منطقياً أن تخسر لدعم الحكومة ولقلة المنافسين ووجود خطوط نقل لها في دولة تحتضن أكثر من 3 ملايين وافد.

ما يحدث اليوم بقصد أو دون قصد هو عملية تفليس لموارد الدولة ولمداخيلها في زمن تشتكي فيه الحكومة من نزول أسعار النفط والحاجة لوجود بدائل غير نفطية بينما نجدها تتساهل وتتراخى في المحافظة على هذه الموارد في عملية تدمير ذاتي وانتحار اقتصادي لا يمكن اصلاحه اذا تم التخلص من هذه الموارد والمشاريع.

هل سنسكت ونحن نشاهد هذه التحركات والأحداث التي لا يمكن تفسيرها الا بالمؤامرة وهل سيستمر النواب والتيارات السياسية في التفاعل مع أمور لا يمكن اعتبارها الا ثانوية بالمقارنة مع حجم الأصول التي يتم اهمالها تمهيداً للتخلص منها تحت حجة خسارتها؟ تفاءلوا.

تعليقات

اكتب تعليقك