الأمم المتحدة فشلت في إيجاد حلول لمصائب الوطن العربي.. برأي محمد سعود البدر
زاوية الكتابكتب محمد سعود البدر سبتمبر 19, 2018, 10:45 م 3363 مشاهدات 0
القبس
اللي دمَّرها يعمِّرها
محمد سعود البدر
انتشرت في السنوات الأخيرة في بعض الدول العربية الشقيقة أعمال العنف والقتل والتشريد والتدمير، حيث تكالبت قوى الشر والعدوان، التي تتربص بالأمتين العربية والإسلامية، وعاثت في أوطاننا فساداً وهدماً وتخريباً، وقطعت أوصالها، وعجز العالم عن إنهاء هذه الحروب الأهلية والإقليمية، حيث فشلت الأمم المتحدة في إيجاد حلول لهذه المصائب، على الرغم من صدور عدة قرارات في هذا الشأن نتيجة تحكم الدول الكبرى في هذه القرارات باستخدام حق النقض ـ الفيتو ـ ضد أي قرار يصدر من مجلس الأمن الدولي لا يصب في مصلحتها، حيث ان بعض هذه الدول طرف في المشكلة وليست طرفاً في الحل.
وفوق ذلك كله فإن هناك ظاهرة جديدة لم نكن نلاحظها في سلوك بعض المنظمات الدولية، وهي أن العديد من هذه المنظمات فقدت مصداقيتها وحياديتها، بل أصبحت في صف الأطراف المعتدية والخارجة على الشرعية، فلا عادت المنظمات الإنسانية والعفو الدولي تمارس عملها بالأهداف، التي أنشئت من أجلها، وتتعامل بمكيالين في الغالب بين الأطراف المتصارعة، فلا تناصر المظلومين، وتغض الطرف عن أفعال بعض الدول، على الرغم من اضطهادها لشعبها، وقتل وتشريد الكثيرين بأساليب وحشية، ولعل ذلك يرجع الى تسييس القرارات الأممية وإرضاء الدول الكبرى للحفاظ على مصالحها وتوازنها الدولي مهما لحق من مآس ودمار بالآخرين.
وبعد هذا الدمار كله تعلو الصيحات المنادية لإعمار ما دمرته هذه الحروب، ومنها من دول شاركت في هذا الدمار والكوارث، وساندت السلطات المحلية في القتل والتشريد، وبإمكانها بناء ما دمرته وهي مقتدرة على ذلك.
وكالعادة فكلما وقعت مصيبة او افتعلت حروب اهلية في مكان ما لجأت المنظمات الدولية بطلب للمساعدة والتبرع لهذه الدولة او تلك، لإصلاح ما دمرته هذه الحروب، والعين دائما على الدول العربية التي أنعم الله عليها بثروات هي أحوج ما تكون لها لإعمار وتنمية ونهضة ديارها، وأصبحت بعض اوطاننا ــ كبقرة حلوب ــ يمتص الآخرون من ثرواتها، مما يؤدي بالتالي الى نقص في ميزانياتها وتعطيل بعض المشاريع ورفع الأسعار والضرائب، لتعويض ما افتقدته من دخلها بسبب هذه المساعدات، وهي بمليارات الدولارات. ولا يغيب عن الاذهان ان هذه الحالة التي اوصلتنا اليها هذه الاحداث في إضعاف دولنا العربية وامتصاص ثرواتها وتعطل مشاريعها، قد تكون هدف أعداء أمتنا والمتربصين بها.
ان الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، قد منحت في السابق مليارات الدولارات لإعمار الدول الشقيقة المتضررة لشعورها بالواجب نحوها، وهي مستعدة لمواصلة هذه المساعدات عن طيب خاطر، وفي مقدمتها ديرتنا الحبيبة مركز العمل الإنساني.
نأمل أن تجد الأمم المتحدة صيغة أو قرارات تنظم هذه المساعدات، وتحمل المسؤولية كل من يدمر أو يساعد في تدمير المدن والقرى والقتل والتشريد والضغط عليها لإعمار هذه الدول، أو على الأقل المساهمة الأكبر في إعمارها من دون تحمل الدول الأخرى إعمار ما دمره الآخرون، على الرغم من أن ذلك بعيد المنال في وجود استعمال الدول الكبرى حق النقض ــ الفيتو ــ في مجلس الأمن ضد أي قرارات لا تكون في مصلحتها او تحملها أعباء لا ترغب فيها.
نسأل الله تعالى العلي القدير أن يرفع البلاء عن أشقائنا عاجلا غير آجل، ويدفع عنا ما يبيت لنا أعداؤنا ويرد كيدهم في نحورهم وينصرنا عليهم ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات