فلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى.. برأي مبارك فهد الدويلة
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة سبتمبر 8, 2018, 10:44 م 635 مشاهدات 0
القبس
حصاد السنين- فلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى
مبارك فهد الدويلة
عندما قال أحد الكتّاب الصحافيين إن فلسطين أرض لليهود وهم أولى بها، لم نستغرب منه ذلك، لانه كان يكتب طوال أربعين عاماً مقالات مثيره للفتنة، وكان دائم التحريض على بعض فئات المجتمع الكويتي، مع أنه لم يكن كويتياً، وكان يعمل لحساب جهات استخباراتية خارجية، وكان الكثير يعلم بذلك، ولكنه كان بكتاباته آنذاك يحقق للبعض هنا وهناك بعض تطلعاتهم ورغباتهم السياسية!
هذا ليس موضوع مقالي الْيَوْمَ، لأنني أعلم جيداً أن من لم يعرفه الناس خلال أربعين سنة من الكتابة الصحافية، فلن تؤثر فيهم خزعبلاته وأفكاره الشاذة! لكنني قرأت في القبس يوم الرابع من هذا الشهر تحليلاً إخبارياً عن مقتل الشهيد محمود المبحوح، ممتلئاً بمغالطات ومعلومات من مصادر استخباراتية قريبة من الكيان الصهيوني ومتوافقة مع الخط السياسي للسلطة الفلسطينية، ومع الأسف تمت صياغة التحليل من دون اعتبار لحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه بكل الطرق المتاحة، وتناسى كاتب التحليل أن صراعنا مع الصهاينة هو صراع أجيال وصراع بين صاحب حق وبين مغتصب أرض، وَمِمَّا يحز في النفس أن التحليل يوحي بحق اليهود الصهاينة في الانتقام ممن قتل جنودهم، وأنهم مارسوا مبدأ العين بالعين والسن بالسن، لدرجة التبرير باستعمال أسلوب القتل خنقاً ثأراً للجندي المقتول خنقاً! مع أن الحقيقة أن الجندي دخل غزة معتدياً وغاصباً ومدججاً بالسلاح، فكان خطفه وقتله أمراً مشروعاً للدفاع عن الأرض والنفس! يضاف إلى مآخذنا على التحليل أنه أعطى انطباعاً سلبياً بسبب العلاقة بين إيران وحركة المقاومة الفلسطينية عندما ذكر أن الشخص الثاني (القاتل) كان ممثل حماس في إيران وهو محمد نصر! ومع أن محمد نصر لم يكن يوماً ممثلاً لحماس في إيران، فإن هذا الأمر يجعلنا نفتح نقاشاً في تنكر العرب لحماس والتخلي عنها في محنتها، ورفع أيديهم عن دعم الشعب الفلسطيني في غزة، بل تطور الأمر إلى مشاركة إسرائيل في حصاره وتجويعه والتآمر عليه، وبلغ الأمر منتهاه عندما تمت شيطنة حماس وإدراجها ضمن المنظمات الإرهابية لدرجة معاقبة كل من يتعاون معها أو يمد يده لها، ومع هذا يأتي من يستكثر عليها أن تمد يدها إلى اليد الممدودة إليها، وكأن ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون في القطاع تحت خط الفقر ليسوا بشراً لهم حق العيش الكريم! ثم يأتي التحليل ليعطي ما يشبه التبرير لإسرائيل لضرب حماس التي تتلقى الأسلحة والصواريخ من إيران!
عموماً، المواقف السياسية الجديدة لبعض دول الخليج والعرب لن تغير من حقيقة أن فلسطين أرض عربية تم منحها لليهود من الإنكليز وفقاً لوعد بلفور عام ١٩١٧، وأن كل من يعيش عليها من دون رضا أهلها الأصليين هم مغتصبون يجب إخراجهم بالقوة المتاحة، وأن الصراع العربي الصهيوني سيستمر إلى أن تتحرر فلسطين وتعود الى أهلها، عاجلاً أم آجلاً، بعز عزيز أو بذل ذليل، وهذا وعد الله، ولن يخلف الله وعده!
تعليقات