كلنا نكذب.. بقلم هادي بن عايض

زاوية الكتاب

كتب هادي بن عايض 624 مشاهدات 0

هادي بن عايض

الانباء

كلنا نكذب

هادي بن عايض


هل يوجد اليوم على وجه الأرض شخص لا يكذب؟ أشك في ذلك. كلنا نكذب بأساليب عدة وبألوان مختلفة أكثرها قبولا الكذب الأبيض، هذا اللون الذي جاء لتبرير الكذبة وهو ما يعني ان هناك ألوانا أخرى من الأسود إلى الرمادي وغيرها. المسؤول يكذب والموظف يكذب ولكل منهما دوافعه التي تعود إلى الخوف أو الطمع.

الأب يكذب والطفل يكذب، كذب الأول إما بسبب ظروف الحياة أو للهروب من الإزعاج والثاني له كذبه الأقل وقعا على النفوس خوفا من العقاب أو لتلبية طلباته. كل ذلك الكذب من شخص الى شخص أو من شخص إلى أشخاص آثاره محدودة. نوع آخر من الكذب هو الأخطر والأشد فتكا بالمجتمعات وهو الكذب على الوطن. الكذب باسم القيم، الكذب بوسيلة الدين وهذا النوع من الكذب له نجومه ويزدهر في أوقات محددة ذروتها الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية في كل بلدان العالم دون استثناء.

وأحيانا اكثرهم كذبا هو الفائز وهذا النوع المحترف يعلم ان الناس تعلم انه كذاب ومستمر بقوة من باب «الغاية تبرر الوسيلة». والجمهور يدرك الأمر ولكن له بابه «لو كان لك عند الكذاب حاجة قل له يا سيدي». ومع علم الجميع لا يمكن ان نقول لمن يكذب «كذاب» بل إن من القيم والأدب ألا تقال كلمة كذاب والبحث عن عبارة أخرى بنفس المعني مثل «غير صحيح» أو «لم يحصل» وغيرها. هنا تجد نفسك في دائرة ما يسمى صراع القيم، فهل تقول للكذاب انت كذاب وهنا امتلكت الشجاعة وقلت الحق أم تلتزم بأدب الحوار وتستخدم عبارات أكثر لطفا؟

لن ينتهي الكذب من حياتنا ولن تنتهي المجاملات، ولكن واجبنا أن نفرق على الأقل بين شخص لا تتجاوز آثار كذبه محيطه والمقربين منه، وبين آخر يكذب على وطن وعلى شعب بحجج واهية، أهمها انه المتصدي لكل ما يمس الوطن والدين وهو حارس القيم والأخلاق وغيرها، علينا أن نحذره وان نزرع كرهه في نفوس أجيالنا لأنه ينافسه في منصب أو مناقصة أو أصوات فئة من الناخبين فقد وصل الأمر ببعضهم إلى أن يعتمد قاعدة «نام كذاب ولا تنام مكذوب عليك».. فهل تصل الرسالة؟!

تعليقات

اكتب تعليقك