خالد الطراح يكتب.. عقول كويتية تشيخ مبكِّراً..!

زاوية الكتاب

كتب خالد الطراح 531 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس

من الذاكرة- عقول كويتية تشيخ مبكِّراً..!

خالد الطراح


كلما قرأت رأياً أو استمعت إلى تعليق من فئات عمرية مختلفة من المواطنين، يطغى عليها الإحباط والقلق من المستقبل والتأفف من الوضع القائم ــ وأنا منهم ــ فضلاً عن أصوات شبابية يخترقها الشعور بالرفض لواقع فرض عليهم ولم يختاروه، أجد نفسي في حالة شتات ذهني!

إنني على الرغم من كل التعقيدات والتحديات التي نواجهها، فإن الأمل لم أفقده يوماً، وأسعى من خلال حوارات متنوعة التعاطف في الاستماع الى آراء مختلفة والرد عليها حيناً شفوياً، والكتابة من زوايا مختلفة حيناً آخر، من أجل تصدير التسلح بروح وطنية تهزم ولا تنهزم، خصوصا لجيل اليوم والمستقبل الواعد، ولكن تتطلب الأحداث والظروف أحياناً محاكاة الضمائر المحبطة بالتعبير عنها بشتى الطرق والأساليب، بهدف تقاسم مشاعر الإحباط والضجر، حتى لا تخترق أرواحنا جميعاً سهام اليأس وفقدان التوازن والتراجع لترك الساحة السياسية لمن يسعون إلى تشويه الديموقراطية والنظام الدستوري.

في مثل هذه الظروف أعود دائماً إلى تقليب بعض الكتب أو ما أدونه من حين إلى آخر من ملاحظات أستقيها من مجالس مختلفة، لعلني أخرج بفكرة تساعد على الوقوف مع صدور مثقلة بالهموم، قد تسهم في إخراجهم من محيط ضيق إلى محيط أوسع وآفاق محفزة.

هناك كتاب بعنوان «جسد لا يشيخ وعقل لا يحده زمن»، مترجم إلى اللغة العربية منذ سنوات، يتناول الطاقة الذهنية والبدنية وخلايا العقل من جوانب فلسفية ونفسية واجتماعية وعن الأسلوب الأمثل في تحسين العقل والإنسان ككل من تهديدات الشيخوخة وهرم الجسد والذهن، نتيجة التطور الزمني أو التقدم في السن، علاوة على التأثير السلبي للمحيط الاجتماعي، الذي قد تصاحبه صدمات وحالات اكتئاب نفسية.

ويتناول الكتاب في فصله الأول عن «الأرض التي لا يشيخ فيها أحد»، من خلال دعوة إلى اكتشاف الرحلة البشرية للإنسان منذ الصغر حتى النضوج، وتدشين مرحلة متقدمة من العمر، وهي حالة طبيعية بشرية لا تنبغي مقاومتها، وانما القبول بها بقناعة راسخة لا تهتز.

في وضعنا، وليس في كوكب البشرية، الوضع مختلف، فالعقول الشابة ممكن أن تشيخ مبكراً حين تصاب بالعزلة والشعور في الغربة ضمن الوطن والمحيط القريب لأسباب سياسية واجتماعية عديدة، حيث تسود الفوضى والعبثية في مكتسبات تاريخية!

الكتاب يتناول من وجهة نظر المؤلف كيف نضع حداً لطغيان الحواس؟ ولديه إجابات على ذلك، ولكن لدي رأي آخر يتناسب مع وضعنا المحلي، وهو يكمن في أهمية تحديد مصدر الطغيان، وتحديد أيضا الحواس أو الحقوق الفردية التي تتأثر في التذمر والتعثر السياسي، وإدراك أننا أمام مسرحية من نسيج جهات وأفراد تستهدف طاقات الشباب بالدرجة الأولى وإلهائهم عن تاريخ الدولة والشعب والوضع العام ككل.

الخيارات ينبغي أن تكون مفتوحة أمام الجميع في السباحة مع التيار أو ضده، حتى لو كانت الأمواج عاتية، فقد استطاع الشعب الكويتي تجاوز الكثير من المحن والصعاب والتحديات، وليس صعبا عليه ان يهزم الشيخوخة المبكرة لعقول شابة، أو حتى عقول قسا عليها الزمن، فالفرق بين الاثنين فقط سنوات العمر، بينما تظل العقول والضمائر حية وقادرة على خوض التحدي وعدم الانكسار، وهو ما نتمناه للجميع من أبناء هذا الوطن الجميل.



تعليقات

اكتب تعليقك