في سجون الطاغية.. يتحدث عبد الهادي الصالح عن صدام حسين

زاوية الكتاب

كتب د. عبد الهادي الصالح 1059 مشاهدات 0

د. عبد الهادي الصالح

الانباء

في سجون الطاغية

عبد الهادي الصالح


عندما يسعد الناس بعيد الأضحى، ينقنق قلة منهم بالأسى والتباكي على المقبور صدام الذي أعدم في مثل هذا العيد سنة 2006، استباقا لجهود دولية محمومة تجري وراء الكواليس لاختطافه، إنقاذا له من حبل المشنقة. ومثلهم من القلة العراقيين الذين يبدون الحسرة بسذاجة على عهد صدام، حيث كانت تتوافر خدمات الكهرباء والماء، المتردية اليوم في العراق.

ومع التعاطف الشديد لهؤلاء المحرومين، إلا أنه يجب التذكير بعهد صدام الذي اتسم بالعدوانية الوحشية والقسوة بلا رحمة على شعبه وجيرانه. ونذكر هنا فقط من جرائمه الشنيعة في الكويت أننا لا نزال نفتقد عشرات من الأسرى الكويتيين الذين ليس لهم أي أثر حتى الآن!

أهداني سماحة السيد رياض نجل آية الله المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم كتابه «في سجون الطاغية» بصفته سجينا مع والده ومجموعة من آل الحكيم المعروفة بالعلمائية والمرجعية الدينية، بجريرة انهم رفضوا حضور احد المؤتمرات الدعائية لدعم الطاغية ابان حربه ضد إيران. وينقل مشاهد تقشعر منها الأبدان، في سجون مظلمة، استمر المعتقلون سنوات لا يرون فيها شمسا ولا يتنفسون هواء طلقا، وندرة الطعام والماء، ضمن قاذورات المرفق الوحيد لعشرات المساجين، وانتشار الأمراض السارية، ثم التعذيب القاسي لدرجة الموت لأي همسة، وتكدس الرجال والنساء العفيفات بلا ملابس في معتقل واحد. وإجبارهم على تقديس صور الطاغية. وينقل الحكيم أحداث «انتفاضة الشعبانية» في أعقاب تحرير الكويت 1991، عندما خدع الناس وجمعهم في الطرق، وداخل احد الفنادق، لتأتي طائرات السمتيات وتحصدهم بالصواريخ والرشاشات والقنابل رجالا ونساء وأطفالا، عدا الذين دفنهم أحياء تحت الأرض.

ويكفي أن يجيد الشاب تسميع سورة الفاتحة ليتهم بالانتماء للتطرف الديني المعادي لحزب البعث الحاكم.

ومن الأسف شديد يسمي الكاتب أسماء فلسطينية كانوا يشرفون على هذه السجون!

وامتد طغيانه حتى لمساعديه من المخبرين او المنفذين لجرائمه، فقد قطع رأسي صهره حسين كامل وابنه صدام. وابادة مئات من الأكراد العراقيين وعرب الأهواز في ايران بالكيميائي وغاز الخردل، وحرق آبار النفط في الكويت.

ومما يثير الاشمئزاز انه لا يزال هناك من يرفع صوره القبيحة، وصدام لم يحقق لهم الا سرابا كاذبا من الانتصار للقضايا العربية، وهو الذي أهدر دم العروبة وخذل الاسلام والمسلمين.

وليتذكر أولئك الذين يمجدون صدام حسين ويتباكون عليه، حديث جابر الأنصاري: (لقد سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «من أحب قوما حُشر معهم، ومن أحب عمل قوم أُشرك في عملهم»).

تعليقات

اكتب تعليقك