هل نحن مستعدون للأزمات؟!.. يتسائل إبراهيم بهبهاني
زاوية الكتابكتب د.إبراهيم بهبهاني أغسطس 15, 2018, 10:55 م 1046 مشاهدات 0
القبس
باب هاني- هل نحن مستعدون للأزمات؟!
د. إبراهيم بهبهاني
ي إضافة أو معلومة جديدة بخصوص توفير السلع والاحتياجات الغذائية لمدة ستة أشهر في حالات الطوارئ والأزمات، والموضوع قديم وليس فيه أي جديد، فوزارة الصحة قبل الغزو، وعلى سبيل المثال، قامت بذلك، والمسألة ليست محصورة بالتوفير من عدمه، المهم هو السؤال التالي: هل الجهات المعنية بالدولة قامت بواجباتها المنوطة بها تحسبا للطوارئ.
وبحسب معرفتي المتواضعة من أيّام الغزو، وما قبل ذلك، بالمخزون الذي استُخدم وأنقذ أهل الكويت الصامدين، هو مخزون التجار والشركات التي قدمت ذلك، وكذلك الأمر بالمخابز، حيث استخدمت مخزونها من إهراءات (مكان تخزين القمح) شركة المطاحن، و«الصحة» منذ عهد د. عبدالرحمن العوضي، لديها مخزون استراتيجي يكفي لستة أشهر، وأثناء الاحتلال قامت بتوزيع الكمية المطلوبة من مخازنها لكل مستشفى ومركز صحي، وطالت حتى الأطباء المتطوعين، ويعود الفضل بذلك للدكتور محمد النخيلان، والفريق الذي يساعده، حيث استطاع هذا الوكيل المساعد الحفاظ على المخزون، بل وتوزيعه، بحيث يكفي لسنة ونصف السنة.
ما نود أن نقوله ان الموضوع سُلِّم برمته للدفاع المدني، والمفروض أنه بعد مضي 28 سنة من أيّام التحرير، و15 سنة من سقوط صدام حسين، أن تكون هناك خطة مطبقة على الأرض. لكن دعونا نلق نظرة فاحصة على ما تم وأين وصلنا؟ هناك لجنة تسمى اللجنة العليا للدفاع المدني، مشكلة بقرار من مجلس الوزراء عام 1997، عُدِّلت عام 2012، تختص بتنسيق الخطط وتدابير الدفاع المدني بين مختلف الوزارات والجهات ذات الشأن، وتكون برئاسة وزير الداخلية، وعضوية ممثلين عن كل الوزارات والهيئات، وتجتمع عندما تدعو الحاجة.
إلى هنا والكلام واضح، لكن كم اجتماعا عقدت هذه اللجنة منذ تشكيلها وحتى الآن؟ وماذا أسفر عنها؟ أتمنى أن يبادر أحد النواب ويتقدم بسؤال حول هذا الموضوع الحيوي.. ولكي نكون منصفين، فقد قرأنا أنها اجتمعت وناقشت الأوضاع استعدادا للحالات الطارئة.. ونزيدكم من الشعر بيتا، أنها، أي اللجنة، ناقشت ضرورة الخروج بأفكار جديدة ومتطورة لتحديث الخطط.. رب قائل يقول إن هناك لجنة على مستوى مجلس التعاون مهمتها أيضا التنسيق والربط بين المنظمة الخليجية أثناء الطوارئ والأزمات.. وهذه تضاف إلى قائمة اللجان الوطنية، لنخرج بنتيجة واحدة لا تقبل القسمة ولا الضرب، لم نتعلم الدرس وينطبق علينا المثل «لا طبنا ولا غدا الشر».
فاسمحوا لنا يا معنيين أن ننعى لكم ما تسمعونه بخصوص لجنة أو إدارة تختص بالأزمات والكوارث، فنحن ما زلنا بعيدين عن ذلك، للأسف، لأن الواقع والأحداث التي مرت علينا تقول إن هناك وجودا صوريا وعلى الورق فقط، أما في الواقع وعلى الأرض، فلا يوجد شيء من هذا القبيل!.. فإذا لم نتعلم شيئا من الغزو، فيا ترى متى نصحو على ما نحن فيه ونقترب، ولو قليلاً، من الدول المحايدة والمسالمة التي تتصرف وكأن الحرب النووية واقعة غداً؟!
تعليقات