النظام الإيراني يشعر بأن حساباته في المنطقة كانت كارثة على إيران..هكذا يرى سلطان الخلف
زاوية الكتابكتب سلطان الخلف أغسطس 9, 2018, 10:46 م 4021 مشاهدات 0
الانباء
فكرة- إيران بين خياري السلام أو الدمار
سلطان الخلف
كانت فترة رئاسة أوباما بالنسبة للنظام الإيراني بمنزلة شهر العسل، حيث وقع مع إيران الاتفاقية النووية دون إلزامها بحسن السلوك وأعاد إليها مليارات الدولارات المجمدة لتنفقها على ميليشياتها الخارجية وليس الشعب الإيراني من أجل زعزعة الاستقرار في منطقتنا العربية.
وقد شهدت فترة أوباما تدخل النظام الإيراني الطائفي في سورية إلى جانب نظام الأقلية الطائفي البعثي وما ألحقاه من دمار للمدن السورية وتهجير للسوريين وقتل مئات الآلاف بمختلف أنواع الأسلحة بما فيه السلاح الكيماوي من أجل قمع ثورة الشعب السوري الذي كان يطالب سلميا بالإصلاح السياسي.
كما شهدت تلك الفترة دعم النظام الإيراني لميليشيا الحوثي بالمال والسلاح من أجل إسقاط السلطة الشرعية في اليمن وتحويل اليمن إلى نموذج لبناني تديره ميليشيات مسلحة تابعة لإيران.
ولا يخفى تدخل إيران في الشأن العراقي وتوجيه دفة السياسة فيها وتشكيلها لميليشيا الحشد الشعبي (الشيعي).
ويبدو أن شهر العسل هذا قد انتهى مع تسلم الرئيس الأميركي ترامب السلطة وإعلانه انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي يعتبره خطأ فادحا ارتكبه سلفه الرئيس أوباما لكونه لم يشترط أي شروط لضبط السلوك الإيراني في المنطقة وعلى رأسه دعم الإرهاب.
وقد تسببت إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني من جديد يوم الثلاثاء الماضي، ومن بينها حرمانه من التعاملات المالية بالدولار، في انهيار العملة الإيرانية وخروج مظاهرات في العديد من المدن الإيرانية منددة بالسياسة التي تنتهجها حكومتهم في تبديد الميزانية الإيرانية على حروب الوكالة الخارجية وإهمال الشعب الإيراني الذي يئن تحت وطأة الفقر والتضخم وتضاعف الأسعار والبطالة وتراجع التنمية.
وسيزداد الوضع الاقتصادي الإيراني تدهورا والشعب الإيراني تذمرا عندما تنفذ المرحلة الثانية من العقوبات في نوفمبر المقبل والتي تشمل حرمان النظام الإيراني من تصدير النفط الذي يعتبر عماد الاقتصاد الإيراني ومصدر العملة الصعبة.
لعل النظام الإيراني بصقوره المحافظين يشعر هذه المرة بأن حساباته في المنطقة كانت كارثة على إيران، فترامب غير أوباما المحبوب لديهم، والأوروبيون الذين يعول عليهم لن يفرطوا في علاقتهم الحميمة مع الولايات المتحدة من أجل إيران، وهاهم الروس الذين استغلوا إيران في قمع الشعب السوري يطلبون من العناصر الإيرانية المسلحة الخروج من سورية بعد أن أبعدوهم مسافة 85 كم بعيدا عن الجولان، بل إن الروس يغضون الطرف عما تقوم به طائرات سلاح الجو الصهيوني من قصف وتدمير لمواقع الحرس الثوري الإيراني وميليشياته الشيعية في سورية وكأنها أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بإخراج القوات الإيرانية بالقوة.
بذلك يكون النظام الإيراني قد دخل مرحلة حرجة بين ضغط الداخل الشعبي وضغط الخارج الدولي وعليه أن يختار بين السلام أو المضي في طريق الدمار.
تعليقات