الفرق بيننا وبينهم..!.. يقارن خالد الطراح بين انجلترا والكويت
زاوية الكتابكتب خالد الطراح يوليو 15, 2018, 11:06 م 3823 مشاهدات 0
القبس
الفرق بيننا وبينهم..!
خالد الطراح
تلاقت معظم ردود الفعل الشعبية والإعلامية البريطانية عند نقطة امتعاض مشتركة من الزيارة، التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأخيرا الى العاصمة البريطانية، حيث انطلقت التظاهرات تزامناً مع يوم وصول الرئيس الاميركي، فيما ساد ضجر سكان مدينة لندن من الاجراءات الامنية، التي شملت المدينة بكاملها تقريبا.
الاستياء والانزعاج السياسي وعدم التوافق مع سياسة ترامب، انطلقت بعد زيارته لحلف الناتو، وقبيل وصوله الى العاصمة البريطانية، وما صاحب ذلك مما نشر في الصحافة الاجنبية والبريطانية عن «علاقة بين الرئيس ترامب وإحدى نجمات الإباحية»، ومثل هذه الامور ليست غريبة على الرئيس الاميركي حتى قبل انتخابه، حيث طغى التوتر الى اليوم بينه وبين الصحافة وكذلك السياسيين الاميركيين، بمن في ذلك أقرب المسؤولين منه، الذين اختارهم بنفسه وعزلهم لاحقاً بقرار رئاسي.
اما الاستياء الشعبي الذي لم يكن له علاقة بالسياسة، فقد انحصر في الامتعاض من طبيعة الاجراءات الامنية المكثفة، خصوصا التي عزلت تقريبا مساحة كبيرة من حديقة ريجنت بارك REGENT PARK، بسبب ان موقع بيت السفير الاميركي يقع قريبا ومطلا على الحديقة الشهيرة، مما أثر في حركة ونشاط مرتادي الحديقة من فئات عمرية مختلفة نتيجة الحواجز الاسمنتية وانتشار أمني استثنائي داخل الحديقة وخارجها، الى جانب الازعاج الذي تسببت به هيلكوبترات عسكرية كانت تحلق على مستوى منخفض على مدار الساعة الى ساعات متأخرة من الليل.
الحدائق بالنسبة للشعب البريطاني تعتبر متنفساً مهماً جداً لكل أفراد الأسرة، خصوصاً المغرمين بمتعة المشي بصحبة كلابهم، فمن المعروف تحديداً عند الاوروبيين والأميركان أيضاً برقة وإنسانية المعاملة للكلاب، وأي نوع آخر من الحيوانات وكذلك الطيور، حيث يعتبرونها جزءاً من الأسرة، ويحترمون جداً حقوق كل أنواع الحيوانات، خصوصاً متعة الحركة في الحدائق في الهواء الطلق.
رغم كثافة الاجراءات الامنية وعمق الامتعاض الشعبي البريطاني من زيارة الرئيس ترامب، فإنني وجدت نفسي أمام مقارنة مع ما يحصل حين يزور رئيس دولة، البلدان العربية، أو تحتضن دولة ما اجتماعا على مستوى وزراء او رؤساء، حين تغلق معظم الشوارع ويتأثر الناس من تحويلات وإغلاق منافذ وتعطيل حركة السير أيضاً بسبب غياب حسن التدبير والإعداد في عدم التضييق على البشر وتغيير برامج حياتهم، وجعل قضاء حاجاتهم شبه مستحيل!
طبعا الكويت لا تختلف بطبيعة شوارعها المتهالكة والاختناقات المرورية على مدار الساعة في شوارع المدينة والمنافذ، خصوصا المطار، حيث تتوقف الى حد ما حركة الحياة في الكويت الدولة والعاصمة ايضا حتى في حال عدم وجود مناسبة او ظرف استثنائي.
اما بالنسبة لأي مجاميع ترغب في التعبير عن مواقفها المناهضة لسياسات بعض الزعماء، فمن سابع المستحيلات ان يسمح بترخيص التظاهرات او المسيرات حتى لو كانت سلمية تعبيراً عن وجهات نظر تحتمل الصواب والخطأ، فمثل هذه الامور محظورة في بلداننا بحجة احترام الضيف، بينما حرية التعبير ليس مهماً احترامها، فكبت الامتعاض في الصدور أفضل من التعبير عنه في العلن!
هذا هو الفرق بيننا وبينهم!
تعليقات