طارق بورسلي يكتب.. مستقبل الطاقة البديلة في دول الخليج
زاوية الكتابكتب طارق بورسلي أغسطس 7, 2018, 12:04 ص 2115 مشاهدات 0
الانباء
سلطنة حرف-مستقبل الطاقة البديلة في دول الخليج (3 - 4)
طارق بورسلي
نستكمل في هذه الحلقة استعراضنا لمستقبل الطاقة البديلة في دول الخليج، حيث نتناوله في:
عمان
تشهد سلطنة عمان توسعا في الصناعات الثقيلة في العديد من المدن مثل صلالة مع زيادة ملحوظة في إعداد السكان بما يشكل عبئا كبيرا على مصادر الطاقة التقليدية في عمان. ولقد بدأت عمان تعاني من نقص حاد في الطاقة الكهربائية منذ 2009 و2010 بما بعكس وجود تحديات كبيرة في الوفاء بمتطلباتها من الطاقة. تمتاز سلطنة عمان عن باقي دول مجلس التعاون بتنوع التضاريس الجغرافية وعناصر المناخ فتوجد منطقة المناخ شبه الاستوائي ومنطقة المناخ الصحراوي ومنطقة المناخ المداري على وجود العديد من سلاسل الجبال والمرتفعات. وفي الواقع فإن سلطنة عمان أظهرت رغبة حقيقية وإرادة قوية في تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية نظرا لكون عمان تمتلك أفضل معدل لنقاء السماء، حيث تستقبل يوميا الإشعاع الشمسي الذي يتراوح بين 5500-6000 وات ساعة/متر مربع في اليوم، وذلك في شهر يوليو ويصل إلى 2500-3000 وات ساعة/متر مربع في اليوم في يناير.
لذلك فإن السلطنة لديها طاقة شمسية تعتبر من أعلى كثافات الطاقة الشمسية في العالم. ومؤخرا قامت سلطنة عمان أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم وهو محطة مراة في منطقة مرمول في محافظة ظفار جنوب عمان. سيقوم المشروع بتوفير حوالي سيوفر نحو 5.6 تريليونات وحدة حرارية من الغاز الطبيعي سنويا. ومن المنتظر أن يتم استغلال المشروع في توفير الكهرباء للمنازل لأكثر من 209 آلاف شخص. عمان على الطريق الصحيح نحو مزيد من الاستغلال لمصادر الطاقة البديلة.
المملكة العربية السعودية
المملكة العربية السعودية تعتبر أكبر دول مجلس التعاون الخليجي وتمتلك واحد من أكبر احتياطات النفط في العالم. وعلى الرغم من امتلاك المملكة لاحتياطي كبير من الوقود الحفري إلا أنها أظهرت اهتمام متقدم منذ عقود جعلها من أوائل دول مجلس التعاون في الاهتمام بتطبيقات الطاقة الشمسية والتي بدأت منذ 1960، حيث قامت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في عام 1977 بالعديد من الأبحاث وعمليات التطوير لتطبيقات الطاقة الشمسية. أول الخطوات على أرض الواقع كان في 1994 من خلال نواة مشروع مشترك للبحث والتطوير بين معهد أبحاث الطاقة KACST والمختبر الوطني الأميركي للطاقة المتجددة. ونتج عن ذلك العديد من مشاريع الطاقة الشمسية في مناطق مختلفة من المملكة. من أهم هذه المشاريع إنشاء محطة الفرسان للطاقة الشمسية على مساحة 7700 متر مربع لتوليد ما يقرب من 500 كيلووات وبدأ التشغيل في 2011. كذلك يعتبر مشروع نورث بارك للطاقة الشمسية في الظهران من أكبر المشاريع في العالم بطاقة تغطي مساحة 200 ألف متر.
إن المملكة العربية السعودية لديها من القدرات المالية والبشرية والتقنية ما يؤهلها لتكون من الدول الرائدة في مجال الطاقة البديلة. فما نراه على أرض الواقع ليس فقط من مشاريع طاقة ولكن من استثمار في مراكز البحث والتطوير ينبئ بمستقبل مشرق في مجالات الطاقة المتجددة في المملكة.
تعليقات