المعادلة الصعبة في السياسة الخارجية الكويتية.. بقلم ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب ناصر المطيري يوليو 15, 2018, 11:24 م 1481 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية- المعادلة الصعبة في السياسة الخارجية الكويتية
ناصر المطيري
النهج المتوازن في السياسة الخارجية الكويتية يتجلى في تحقيق المعادلة الصعبة في العلاقات الكويتية مع القوى الإقليمية المؤثرة في المنطقة مثل إيران وتركيا، ومع القوى الدولية ايضا حيث تتمتع الكويت بعلاقات تحالفية مع الولايات المتحدة ودول الغرب، وفي الوقت ذاته تمتد علاقتها الاستراتيجية مع دول الشرق من الصين ودول شرق أسيا والهند بالإضافة لعلاقة جيدة مع روسيا، وبذلك اتخذت الكويت مواقف متوازنة حافظت فيها على علاقات استراتيجية وشراكات اقتصادية تحقق مصالحها السياسية والأمنية في العالم وفي محيطها الجغرافي.
وعندما نرصد سلوك ونهج السياسة الخارجية الكويتية عبر مراحلها التاريخية نجد أن السلوك السياسي والدبلوماسي للكويت اتصف بالرشد والنضج في التعامل مع المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية ولم تكن مواقف الكويت ذات طابع انفعالي أو ردود افعال سريعة بل كانت الدبلوماسية الكويتية متزنة متعقلة إلى أبعد مدى. والحق يقال فإن الكويت مازالت الاكثر وعيا ورشدا في التعاطي مع قضايا الأمة العربية والإسلامية وظهر ذلك بجلاء في مواقف عديدة من الأحداث الأخيرة في المنطقة.
ففي الأزمة الخليجية ظهر الموقف الكويتي ثابتا متوازنا منطلقا من الحرص على الحفاظ على الكيان الخليجي ومنظومة مجلس التعاون ولم ينساق وراء أي موقف انفعالي مع أي طرف بل اتخذت الكويت موقف الحياد وانتهجت دور الوساطة لرأب الصدع.
وسجلت السياسة الخارجية الكويتية مواقف مبدأية إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من خلال دورها الفاعل في مجلس الأمن وذلك على خلاف الكثير من المواقف العربية والاسلامية المترددة.. وسبق ذلك موقف دبلوماسي مشهود للكويت في مجلس الأمن بشأن ما تعرض له الشعب السوري في الغوطة الشرقية من أوضاع انسانية صعبة.
لذلك استحقت دولة الكويت بقيادة رجل الدبلوماسية والإنسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد -حفظه الله- احترام الشعوب وتقدير الدول باتباع سلوك سياسي ناضج ومتوازن حقق للكويت مكانتها المرموقة وحضورها الدبلوماسي المتميز في المنظمة الدولية، ولا يمكن هنا نكران الدور الفاعل الذي يقوده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح الذي يترجم توجهات القيادة السياسية، يعضده نائب وزير الخارجية سليمان الجارالله، وفريق من شباب وزارة الخارجية المجتهدين وفي مقدمتهم الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وكفاءات دبلوماسية عديدة جميعهم من تلاميذ مدرسة صباح الأحمد الدبلوماسية.
تعليقات