سجين رأي سياسي بالكويت؟
محليات وبرلماناستمرار حجز الطاحوس يشوه الوجه الديمقراطي للكويت
إبريل 15, 2009, منتصف الليل 3026 مشاهدات 0
'الديمقراطية ميراث كويتي سنعمل على حمايته'-من كلمات سمو الأمير
'سجين رأي سياسي': هكذا ينظر العالم الخارجي لاستمرار احتجاز المهندس خالد الطاحوس لليوم الثامن، مهما اختلفنا وعارضنا ما قاله في ندوة انتخابية الأسبوع الماضي.
فالطاحوس رجل نقابي ويمارس السياسة وكان ينوي ترشيح نفسه، وبالتالي فإن سجنه على قوله ممارسة لا تليق بالوجه الديمقراطي والدستوري للكويت. العالم الخارجي لا يهتم بالتفاصيل، ولن يقف عند فحوى قول الطاحوس أو كلماته، بل ستقفز صورة الدكتاتوريات العربية، والممارسات القمعية في دول العالم الثالث إلى مخيلته رأسا: في الكويت مرشح اقتيد للسجن. وتتطاير التقارير، وتتضارب الأخبار: في الكويت سجين نقابي. وتبالغ المؤسسات والهيئات العالمية المهتمة بحقوق الإنسان: في الكويت سياسي قال رأيا فسجن!!
الحكومة التي استسبعت بغياب المجلس، كانت بالأمس القريب خرساء في مواجهة نواب كل ما يملكونه هو صوتهم: صوت حق أحيانا، وصوت نشاز أحيانا أخرى. لكنها لم تكن قادرة حتى على التصدي للصوت بالصوت، ولا للحجة بالحجة. أما اليوم فإنها تمارس 'جنونا وانفلاتا' مفاجئا باسم الهيبة والحفاظ على القانون وسيادته حين غاب المجلس. وهي التي كانت تكسر القانون تلو القانون طيلة عقود خلقت أثناءها ثقافة التسيب والفوضى وخروقات وشقوق في جدار القانون تحتاج ثقافة مغايرة، وسياسة مبرمجة وممنهجة للتخلص من ثقافة الفوضى.
إن ما تقوم به الحكومة، وما تحاول القيام به، وما تخطط لاتخاذه من إجراءات قمعية إنما هي مخالفة لروح الدستور، ومخالفة لتوجيهات ومباديء سمو الأمير –الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح-(حفظه الله ورعاه)، والذي تمسك مرة تلو الأخرى بالدستور وبالتراث الديمقراطي الكويتي الذي علينا حمايته –كما جاء في النطق السامي لحل مجلس الأمة الشهر الماضي. وليس من تراثنا في الكويت أن يكون بيننا سجين رأي- مهما كان نشازا، ولا أن يكون عندنا معتقلا بسبب قول مهما كان خاطئا.
لم نقر ما قاله الطاحوس، كما لم نقر ما نشر في مدونة بشار الصايغ وجاسم القامس من قبل أيضا، ومع هذا وقفت معهما في وجه تعسف أجهزة الدولة واحتجازهما في أمن الدولة عام 2007، (أنظر بعض الأمثلة:
-
يا سلام عليك يالسعدون
وكانت وقفتنا تلك إيمانا منا بالدستور والحرية، وانصياعا للمباديء التي يؤمن بها راعي السفينة- سمو الأمير (حفظه الله ورعاه).
وها نحن نقف اليوم مجددا مع المبدأ كما كنا، ونطالب بإطلاق سراح الطاحوس بأسرع وقت ممكن، والانتهاء من التحقيقات معه بأسرع فرصة ممكنه ليعرض أمام القضاء الكويتي الشامخ كي يقول كلمته النهائية.
إن استمرار حجز الطاحوس سبة في وجه الديمقراطية الكويتية، وعار على كل مدعي الحرية وحقوق الإنسان، واختلاق لأزمات واحتقان طالما حذر منهما سمو الأمير (حفظه الله ورعاه).
لا بل إن الأخطر أن التعسف في احتجاز الطاحوس، إنما هو اختبار حكومي لردود الأفعال لما هو قادم وأخطر مما يجري من محاولات لتكميم الأفواه. فلا يزال البعض ينعق كالغربان التي تبحث عن جيفة مطالبين ببوأد البرلمان والانقلاب على الدستور. وكانوا مرة تلو الأخرى يصطدمون بقائد المسيرة وحامي الدستور- 'صباح الحكمة' (حفظه الله ورعاه). وتتركهم الحكومة يصولون ويجولون ويلعلعون كيفما يشاؤن وهم يطالبون بالانقلاب على النظام والإخلال بالأمن والاستقرار وانتزاع الحقوق الدستورية التي نص عليها الدستور بما في ذلك صلاحيات الأمير نفسه حين ينادون بالانقلاب على الدستور. فماذا اتخذت الحكومة من أجراءات ضدهم؟
أفرجوا عن الطاحوس، وكفوا عن أضغاث أحلام لن تعود بالكويت إلى الوراء أبدا.
حفظ الله الكويت حرة ديمقراطية في ظل القيادة الدستورية لصاحب السمو الأمير وولي عهده الأمين.
تعليقات