جمعيات النفع العام يجب عليها ان تحسن توظيف أموالنا في الأعمال الخيرة.. يطالب محمد الجلاهمة
زاوية الكتابكتب مارس 24, 2018, 11:58 م 764 مشاهدات 0
الانباء
سؤال مشروع
محمد الجلاهمة
استوقفني سؤال منطقي ومشروع للنائب صالح عاشور وجهه إلى وزيرة الشؤون ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح يستفسر من خلاله عن الجمعيات الخيرية التي قصدتها في قولها بعدم السماح بتشويه العمل الخيري والتأثير على سمعة الكويت دوليا، تصريح الوزيرة يحمل ضمنا أن هناك جمعيات أو مبرات قامت بتجاوز القانون أو الهدف من وجودها وبدلا من عملها فيما هو خير ويعود على المحتاجين قامت بعكس ذلك، ومن باب أولى وجب على وزيرة الشؤون أن تتحدث بشفافية اكثر عن الجمعيات الخيرية التي أساءت للدولة بما يمكن أن يؤثر على سمعة الكويت على المستوى العربي، بل على المستوى الدولي.
أهل الكويت منذ عقود جبلوا على عمل الخير، ونجدهم يقدمون مساعدات سخية إلى الجمعيات الخيرية، وأبسط حق للمواطن ان يتعرف على أوجه صرف ما يقدمه، فيما معناه ان المواطن حينما يقدم مساعدة يظن أنها للخير، أما حينما تستغل هذه الجمعيات أو بعض منها هذه الأموال في إلحاق الضرر بالوطن فهنا واجب على الدولة بالتصريح عن ذلك، بل ذكر المتجاوزين للقانون على الأقل حتى يمكن للمواطن ان يتجنب وضع صدقاته وزكاته فيها واستبدالها بأخرى، الكويت بل تكاد تكون جميع الدول تحت المجهر فيما يتعلق بتمويل ودعم التنظيمات المتطرفة، وشتان الفارق بين ان تقوم الجمعيات الخيرية بدعم شعوب هي في امس الحاجة للمساعدة جراء اضطهاد أو ظلم مثلما الحال في سورية وبين أن تمول في السر جماعات عقيدتها العنف والقتل وتدمير الأوطان، للأسف اغلب التنظيمات المتطرفة بل شديدة التطرف وبحسب بيانات دولية موثوقة تلقت الدعم الأكبر من دولنا الخليجية، ومن المؤكد أن هذا الدعم لم تقدمه الحكومات بشكل رسمي، وان كان من الممكن ان هناك حكومات تظاهرات بالعمى بما يدعم حركات متطرفة، وانتبهت بعدما شعرت بأن الخطر اقترب منها ودعم هذه التنظيمات كان من قبل جمعيات خيرية، وهذا باعتقادي موثق دوليا بل ومحليا أي في كل دولة خليجية.
جمعيات النفع العام يجب عليها ان تحسن توظيف أموالنا في الأعمال الخيرة حقا وفي بناء المساجد ودعم الشعوب الفقيرة وتساند الأسر المتعففة من الكويتيين وغير محددي الجنسية والوافدين وهم أولا، اعتقد ان هذا هو دور كل الجمعيات الخيرية الجوهري، أما في حالة الانحراف فيجب على الدولة عدم الصمت بل المجاهرة أولا بالجمعيات المتجاوزة لتنوير المواطنين، وما أخشاه ان تفعل الدولة ذلك وتجاهر بالحقيقة فيتم إغلاق ٩٥% من الجمعيات التي يفترض أنها خيرية لأن الشعب سيعزف عن ضخ الأموال فيها.
تعليقات